العدد 679 - الخميس 15 يوليو 2004م الموافق 27 جمادى الأولى 1425هـ

عندما يتحول البعض الى حكومي أكثر من الحكومة !

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

«أنا لا أكتب الأشعار، فالأشعار تكتبني... أريد الصمت كي أحيا، لكن ما ألقاه ينطقني» ثمة تمتمات من اللافتات المزعجة لشاعر المنافي أحمد مطر في وصفه لواقع قائم على الدجل والنفاق والوصولية والقفز على الواقع!

حري بنا أن نناقش بعقلانية ما قاله البعض وحاول اختصار المعارضة في جزئية واحدة ووصمها بالطائفية في حين ان هذا البعض يغمض عينيه ويطبق لسانه عن التمييز الذي يرتدي زي الطائفية ليحرم شرائح كبيرة من أبناء هذا الوطن من حقهم الطبيعي والقانوني في التوظف في جميع وزارات الدولة من دون استثناء. ألم يكن حريا بهؤلاء أن يناقشوا ولو من باب المجاملة التضحيات الكبيرة التي بُذلت من أجل أن ينعم الجميع في بحبوحة من العيش، وادعين فاكهين؟!

لسنا هنا في تقييم أداء السلطة أو المعارضة أو التربص باخطائهما، ولكن العقل السليم والحكمة يتطلبان السؤال عن الدور الذي يلعبه البعض ومن ينافح عنهم طيلة سنوات الأزمة أو ما بعدها.

هؤلاء يعلمون ان المعارضة دخلت السجون والمنافي ولكنهم الآن فضلوا العمل تحت لواء المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك، كما لا يمكننا في الوقت ذاته أن نسلب من الآخرين حقهم في ارتضاء هذه التجربة من عدمها.

المتهجمون على تضحيات الشعب ووصمها بالطائفية يهربون إلى الخلف كلما دعت الحاجة الى تبيين جزء من فضل النضالات الشعبية، والتي مع الأسف يقطف ثمرتها اليوم نفر من المولعين بحب الثروة والظهور والمصابين بأزمة ثقة في النفس.

لا أنفي أنه كان خطأ كبيرا عدم دخول الجسم الكبير من المعارضة في العملية البرلمانية، لأنهم تركوا مساحة للانتهازيين الذين لا هم لهم سوى نفي الجميل عن أهله، وتلك «شنشنة نعرفها من أخزم»، فمن حقنا أن نلوم المعارضة وتيار المقاطعة خصوصا عندما فتحوا الباب على مصراعيه أمام كل من هب ودب ليزهق وينعق ويكون حكوميا أكثر من الحكومة ذاتها.

تصوير البعض البليغ يوحي لغير العارف بأوضاع البحرين أن الشعب على شفا حفرة من نار طائفية طاحنة لا تبقي ولا تذر، وكأن الوحدة الوطنية التي ننعم بها أصبحت على كف عفريت. هل لنا أن نسألهم: أهو خوف مفرط على الوحدة أم انه خوف منها؟!

نحن نرى أن جلالة الملك حسم هذه المسألة عندما قال: «لا فرق بين أحد من أبناء البحرين سوى فيما يقدمونه للوطن»، ويبقى أن يعي المسئولون هذا الشعار الحكيم ليحولوه إلى واقع معاش ينعم به الجميع، وتلك هي غاية الأماني وأسماها وأملنا كبير في تحقيقها.

وكتحصيل حاصل نقولها وبالفم الملآن لنُسمع من في آذانهم صمم: ليس مهما لدينا من يعتلي سدة المناصب مادام يطبق القانون ويرعى الله في أبناء هذا الوطن ويحكم بالمساواة، ولسنا أولئك الذين نخاف من أبنائنا وإخواننا وشركائنا في المسيرة الوطنية المباركة، مسيرة المطالب الشعبية الحقة في سبيل وطن أكثر نقاء وصفاء وعدالة

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 679 - الخميس 15 يوليو 2004م الموافق 27 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً