من حق الزميل محمد العثمان أن يبعث لنا بمداعباته من الاسكندرية، يتندر فيها علينا نحن الباقين هنا، الذين نأكلها في هذا الصيف الجميل! ومن حقه أن يتذكر اخبار «السينالكو» كما سمع اخبارها على رغم انه لم يذقها في عمره قط، ولكن هذا الشراب كان يتميز بالكثير من «...»، عندما تخض القنينة. وكان المشروب الشعبي رقم واحد في البحرين والخليج، حتى قامت حرب الأيام الخمسة أو الستة، وهزمت «إسرائيل» خمس دول عربية، في خمسة أيام، واحتلت مساحة تبلغ أضعاف المساحة التي سرقتها خلال عشرين عاما من الصراع! لكن العرب قرروا «إزالة آثار العدوان» والرد بمقاطعة المشروبات الغازية، دعما للمجهود الحربي وإعلانا عن احتجاجهم على العدوان الاسرائيلي الغاشم، حتى لو كلفهم التخلي عن المشروب الشعبي الأول بما فيه من «...» لذيذ.

أما عن النواب الأفاضل، فجزاهم الله خيرا، هكذا تكون الرجال، حين هبوا هبة رجل واحد غاضب، نافين وجود أية نية لديهم بعقد أية جلسة طارئة أو غير طارئة، لمناقشة قضية الكهرباء التي تنقطع عن الناس كل يوم وليلة، فهي مسألةٌ لا تستحق أن يلبس أحدهم «بشته» ويخرج من بيته في هذا الحر إلى القضيبية لمناقشة مثل هذه التوافه وإضاعة الوقت فيما لا يفيد. خيرا إن شاء الله، وانقطعت الكهرباء، وماذا بعد؟ كل بلدان العالم تنقطع عنها الكهرباء، فلا يلبس البرلمانيون «بشوتهم» ليعقدوا جلسات طارئة، ولا الكاريكاتيريون يرسمون عن المهفات، ولا الصحافيون يقارنون وضع بلدانهم بأوضاع الدول «العظمى»، وكيف أن الوزراء في مثل تلك الأزمات يُقالون من مناصبهم إذا لم يستقيلوا من أنفسهم. الدنيا كلها هكذا، لماذا هذا الضجيج؟ وهل البحرين «غير وغير»؟!

ثم لماذا هذا التعالي؟ لماذا هذه الروح العنصرية والتوجهات غير الأممية والانحرافات البرجوازية؟ نحن أفضل من بنغلاديش أو أثيوبيا أو مالاوي بماذا؟ لماذا تريدون أن تعملوا من الحبّة قبّة؟ فلتنقطع الكهرباء كل يوم ساعتين أو ثلاث أو حتى عشر ساعات.. ماذا بعد؟ هل ستنقلب الدنيا؟ اصبروا... «الصبر زين»، وعاقبته الجنة، فهل تريدون أن يخسر الشعب البحريني الطيّب ما أعده الله للصابرين من جنات النعيم؟