استراتيجية العمل في الحياة تقضي بأن ينال العامل أجره تقديرا لعمله وجهده شهريا، وينال الطالب شهادة النجاح في نهاية العام الدراسي.
وفي عالم الرياضة يجب أن ينال الفريق الفائز واللاعب المتميز التكريم والتقدير في كل بطولة أو موسم، ولطالما اختتم موسمنا الرياضي 2003 - 2004 فإنه حان أوان التكريم لكل فريق بطل في أية مسابقة رياضية.
بيد أن ما يحدث في واقعنا الرياضي يبدو مختلفا بصورة كبيرة عما يحدث بالخارج، فمعظم الفرق الأبطال في أنديتنا المحلية لا ترى التكريم اللازم لسبب رئيسي وهو ضيق ذات اليد، إذ إن غالبية مسابقاتنا الرياضية لا توجد بها حوافز ومكافآت مالية مجزية، وحتى لو حصل أحد الاتحادات الرياضية على رعاية ودعم من إحدى الشركات لإحدى مسابقاته فإن ذلك عادة لا يكون كافيا، لأن موازنة الاتحاد نفسه ضعيفة ما يحول دون قدرته كاتحاد على المساهمة في تقديم الحافز إلى الفريق الفائز، ويكتفي عادة بالدرع أو الكأس والميداليات (المعنوية).
وعندما يتعلق أمل اللاعب بتكريم ناديه بعد البطولة فإن ذلك لا يكون شافيا لغليله كلاعب هاوٍ يضحي بجهده ووقته في العمل أو الدراسة أو الأسرة من أجل تحقيق هذه البطولة، لأن ناديه أيضا يعاني من ضيق ذات اليد وإمكاناته ضعيفة وبالكاد تكفي لتغطية كلفة ومصروفات وتجهيزات الفريق طيلة الموسم.
وعادة ما تظل الأندية التي تفوز فرقها ببطولات في مواقف حرجة أمام لاعبيها وتظل تلهث يمينا وشمالا بحثا عن أي شيء يحمل اسم «تكريم».
وسمعت صرخة أطلقها رئيس نادي باربار عندما قال: «إننا أشبه بمن يقاتل لتكريم الفريق الأول لكرة اليد بطل الدوري والكأس، ناهيك عن تكريم فريق الشباب».
يحدث ذلك في نادٍ جديد على البطولات، فما هو حال بقية الأندية التي اعتادت فرقها على الفوز بالبطولات في الألعاب المختلفة ومنذ سنوات طويلة؟
والمضحك المبكي أن نصل إلى اليوم الذي لا يتمنى فيه النادي إحراز فرقه البطولات لتتفادى إدارته المأزق الحرج أمام لاعبيها، فيتحول الفوز بالبطولات كعدمها - عدا بعض الألعاب - التي يساوي وزنها مكافآت مجزية.
وإذا كانت معظم اتحاداتنا وأنديتنا قادرة على تكريم أبطال بالصورة المطلوبة، فإننا نقترح أن تبادر المؤسسة العامة للشباب والرياضة باعتبارها الجهة الرسمية للقطاع الرياضي في المملكة بالتنسيق مع الاتحادات والأندية الأبطال من أجل وضع آلية لتنظيم الجانب التكريمي للفريق الفائز في المسابقات المحلية مع إمكان إدخال بعض الجهات المعنية في هذا الموضوع مثل المحافظات التابعة لها هذه الفرق وتشكل لجنة تكريمية وذلك على غرار لجنة التكريم الأهلية في المنطقة الشرقية السعودية، وتتولى تكريم الفريق والشخصيات الرياضية والمعتزلين.
وبعدما اعتدنا على تشكيل اللجان الكثيرة لحل كل مشكلة رياضية لدينا، فهل من الحريّ بنا تشكيل لجنة تكريمية تكون خيرا وأجدى لنا من «لجان المشكلات»؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 679 - الخميس 15 يوليو 2004م الموافق 27 جمادى الأولى 1425هـ