العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ

صيف البحرين... و«السينالكو»!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

أقوم بمتابعة أخبار البحرين اليومية، من خلال اتصالاتي الهاتفية بالأهل والأصدقاء والمعارف، ومن خلال موقع صحيفة «الوسط» على الانترنت، متمنيا للإخوة العاملين على الموقع الالكتروني التوفيق والنجاح، إذ إنني ومجموعة من طلبة جامعة بيروت العربية، نقوم بتصفح موقع الصحيفة الإلكتروني، سواء للأخبار أو لقراءة الأعمدة والزوايا للكتاب والصحافيين، بدءا من زاوية «رأي الوسط» التي يكتبها رئيس التحرير، ومدير التحرير، والإخوة الكتاب في زاوية «نقطة حوار» و«مجالس» وزاوية «روافد» التي يكتبها الزميل السيدضياء الموسوي، ويشاركه فيها بعض الإخوة الكتاب، وكذلك البعض منا هنا مغرمٌ بصفحات المحليات والمناطق وما يدور فيها من فعاليات، والبعض الآخر أيضا لا ينسى صفحة الكشكول والتي تعبّر عن نبض الشارع، وبقية الصفحات كالرياضة وجسور ونوافذ. ولا ننسى الكاريكاتير المعبّر عن حقيقة الأوضاع المحلية بكل جرأة ممزوجة بالسخرية... وكل ذلك يأتي على رأس جهاز «اللاب توب» الخاص بالعبد الفقير، وعلى خط التلفون الخاص بالحاجة «عزيزة» صاحبة الشقة، فأصبح «اللاب توب» وكأنه «السينالكو»، تلك القنينة التي تروي ظمأ العطشى من أبناء الفريج... والتي لم أتذوق طعمها في حياتي، ولكن وصلتنا أخبارها التي لا تسر السامع.

وفي أجواء الاسكندرية الصيفية اللطيفة والطيبة، ولا أقول ذلك لأغيظ الناس في البحرين، ومنهم الزميل قاسم حسين تحديدا، ومعاناته مع محاولة تفسير الآيات القرآنية، مخالفا بذلك نهج نافخي الأبواق والطبّالة، الذين يطربهم صيف البحرين اللاهب فرحا فيتمايلون مع التفسيرات المستحدثة للآيات البينات، فمشكلة «قاسم» مع الكهرباء لا دخل لي بها، فأنا لم أعانها هذا العام، وسأكون مواطنا سلبيا هذه المرة ولن أشارك في نقد «الكهرباء»، «ومين عارف» فمن الممكن أن يخرج لنا نائب برلماني ويقول إن حديث نار جهنم أشد، يجب أن يطبّق على الناس في البحرين، وبدلا من أن يقيموا صلواتهم في أماكن مكيفة، عليهم أن يصلّوا على الحجارة في الظهيرة، أطهر قلبا لهم وأشد تثبيتا لإيمانهم!

أعان الله قاسم ومن معه، على مقارعة هذه الأبواق ودحرها بالحجة والبيان، على رغم أن نافخي الأبواق يملكون «جنريترات» و«ماكينات» ووجوها سميكة لا يلفحها صيف البحرين اللاهب ولا تبالي بمعاناة الناس، وعلى ذلك فلا أمل لديك يا «قاسم» مع هؤلاء، وحاول في موضوع آخر كالتجنيس أو البطالة أو القضية الدستورية أو مناقشة صلاحيات مجلس النواب أو زيادة رقعة الشفافية في البلاد أو محاكمة الجلادين، كل هذه الموضوعات حين التطرق لها ستجد نافخي الأبواق والطبالين لك بالمرصاد يا قاسم، فلا يوجد أمامك سوى أن تحتسب الأجر عند الله، وتكثر من الدعاء، ولك الخيار في الدعاء لهم أم عليهم، أو أن تحزم أمتعتك كباقي الوزراء والنواب والقضاة والميسورين وتبحث لك عن مكان آخر تقضي فيه هذا الصيف، ولا تنس أن تصحب معك زوجك والعيال، فليس من العدل أن تتركهم للمعاناة لوحدهم... وكذلك لا تنس الفقراء من الأهل والمعارف والبحرينيين بالمولد أبا عن جد، لأن الآخرين لا يجلسون في البحرين بل يعودون إلى مواطنهم الأصلية للاستمتاع بالأجواء الباردة

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً