العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ

الكهرباء... محور استراتيجي آخر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الكهرباء - كما يقول البعض - كالهواء، لا نشعر بأهميتها إلا عندما تنقطع، فنكتشف أنها من أساسيات حياتنا اليومية التي لا يمكن التساهل في التخطيط لها على المدى البعيد. والبحرين لديها من المهندسين والفنيين ما يفخر بهم أي بلد، وهي ليست أقل من غيرها في قدرتها على تخطي الصعاب... ولهذا السبب فإن الناس ضجت من انقطاعات الكهرباء هذه الأيام بعد كل التأكيدات الصادرة عن وزارة الكهرباء والماء إنه لن يحصل انقطاع.

أية استراتيجية لكهرباء تنظر الى ثلاث مراحل وهي انتاج الطاقة، ونقل الكهرباء، وشبكة التوزيع. الأولى - إنتاج الطاقة - يعتمد على أربع محطات توليد كهرباء تملكها الحكومة، وتولد كلها 1800 ميغاواط. وهناك الآن مشروع لمحطة كهرباء أخرى (العزل) وستكون للقطاع الخاص على أمل ان تنتج 1000 ميغاواط بعد اكمالها (ربما العام 2007). أعتقد اننا قد نحل مشكلة إنتاج الطاقة وخصوصا إذا أخذنا في الاعتبار ان شركة ألمنيوم البحرين لديها كهرباء خاصة بها، وتولد حاليا 1500 ميغاواط، وستبني محطة جديدة من أجل توليد 750 ميغاواط أخرى، وألبا يمكنها ان تزود الشبكة الوطنية اذا احتجنا الى ذلك وبحسب ما يزيد عن حاجتها ... (كما ان لدى ألبا الكثير من الماء ونحن لانستطيع الاستفادة الكاملة من ذلك لان شبكة التوزيع المائية ليست بالمستوى المطلوب).

الكهرباء تحتاج الى أمرين آخرين، بعد «انتاج الطاقة»، وهما «النقل» و«التوزيع». فما حدث خلال الأيام الماضية كان مشكلة في النقل، إذ إن لدينا نحو أربعين محطة رئيسية لنقل الطاقة. والمحطات الكبرى توزع الى محطات فرعية في الأحياء والقرى ولدينا مئات المحطات الفرعية منتشرة في أنحاء البلاد ومن خلالها يتم ايصال الكهرباء الى المنازل.

محطات النقل وشبكة التوزيع والموصلات والمحولات كلها معدات تحتاج الى نظام صيانة وتحتاج الى اعتمادات مالية قائمة على أسس علمية. ففي العام الماضي كانت لدينا مشكلة في إنتاج الطاقة ولكن تم حلها. وهذا العام لدينا مشكلة في «نقل الطاقة» وعندما نحلها هذا العام فلربما تحدث لنا مشكلة في «توزيع الطاقة» العام المقبل. فهل هناك من تأكيدات فيما إذا كانت شبكة التوزيع التي مدتنا بالكهرباء طوال السنوات الماضية مؤهلة لبحرين اليوم؟

كل يوم نسمع عن مخطط جديد لمدن ومشروعات جديدة في البر والبحر، وهذه مشروعات ضخمة جدا تحتاج كلها الى الطاقة الكهربائية، فهل هناك من أحصى معدل الزيادة المطلوبة في إنتاج الطاقة؟ وما متطلبات النقل والتوزيع فيما لو نفذت هذه المشروعات؟ البعض يقول إن الحاجة الى الكهرباء تزداد سنويا بمعدل 6 في المئة، والبعض يقول 8 في المئة، والبعض الآخر يقول 12 في المئة... فهل لنا بدراسة أكثر دقة تحصي عدد المشروعات الحالية والمتوقعة مستقبلا لنستعد لها على اساس زيادة سنوية متوقعة بصورة اكثر دقة؟

هل هناك حاليا من يفحص شبكة التوزيع، ويؤكد لنا اننا لن نعود الى مشكلة انقطاع الكهرباء العام المقبل أو ربما قبل ذلك؟ هل هناك نظام للصيانة الوقائية يتابع التوصيلات ويتابع المعدات ويتابع كل ما تحتاجه شبكة التوزيع؟

إننا نطرح هذه الأسئلة لأن خبرة عامين مع انقطاعات الكهرباء تدعونا الى طرحها، لكي يلتفت إليها المسئولون ولكي يسارعوا الى صيانة شبكة التوزيع والى دعم وسائل نقل الطاقة والى التخطيط بعيد المدى الذي يعطينا معلومات أكثر واقعية عن متطلبات الطاقة في الأعوام المقبلة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً