قبل الزيارة التي قام بها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لـ «إسرائيل» لمناقشة امتلاكها ترسانة نووية تهدد أمن الشرق الأوسط، جاءت الحملات الدعائية التي تصفه بالمحارب القديم الذي ينزل في خضم المعركة شاهرا سلاحه ليخدم المجتمع الدولي ويحقق الأمن والسلام الإقليمي. لكن المفاجأة أن الواقع بقي كما هو المعتاد دائما، خصوصا حينما أعلن مسئول إسرائيلي أن بلاده لن تغير سياسة الغموض التي تنتهجها منذ زمن بشأن نشاطاتها النووية بعد زيارة البرادعي.
وتمثل القناعة الصهيونية بشأن مفاعل «ديمونه» الذي فضح أمره العالم الإسرائيلي ميخائيل فعنونو - الذي احتجز قرابة ربع قرن من الزمن - أهمية استراتيجية في الطابع الأمني وأية مساءلة عنه حتى إن كانت مشفوعة من الأمم المتحدة تكون تدخلا ربما، بحسب زعمها، يهدد الأمن القومي، لكن الزيارة لم تخل من مساع إسرائيلية لإثارة الخوف من البرنامج النووي الإيراني وما يشكله من خطر.
وحاول الإسرائيليون أثناء زيارة البرادعي تسليط الضوء على إيران لحرف الانتباه عن برنامجها، حتى عندما أقر البرادعي في رحاب القدس المحتلة أن المفتشين لم يعثروا على دليل يؤكد عزم طهران صنع قنبلة نووية قذرة، لكن على رغم ذلك مازال الملف مفتوحا على مصراعيه يشتد حينا ويهدأ حينا.
ولخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمر بالقول إن البرادعي يتحول إلى ضعيف عندما يكون في «إسرائيل» وقوي عندما يتحدث عن إيران وكوريا الشمالية.
بدأ البرادعي عمله في وزارة الخارجية المصرية في 1964 في (إدارة الهيئات). حتى جاءته فرصة للالتحاق بالبعثة المصرية في نيويورك. فانتهزها وهناك جمع بين عمله واستكمال دراسته. وبعد حصوله على الدكتوراه من الولايات المتحدة وعودته إلى مصر في 1974 عمل مساعدا لوزير الخارجية آنذاك. وفي 1980 أصبح مسئولا عن برنامج القانون الدولي في الأمم المتحدة، والتحق بالوكالة الذرية في 1984 تاركا الخارجية. وفي 27 سبتمبر/ أيلول 1997 تم اختياره لأول مرة مديرا للوكالة الدولية لمدة 4 سنوات خلفا للسويدي هانز بليكس، وهو أول مصري وأول عربي يتولى هذا المنصب الكبير
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 677 - الثلثاء 13 يوليو 2004م الموافق 25 جمادى الأولى 1425هـ