دخل نادي الشباب مرحلة جديدة بعد الافتتاح الرسمي للنادي النموذجي في الأسبوع الماضي برعاية سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ليبدأ معها النادي عهدا جديدا يحتاج إلى الكثير من التنظيم الإداري داخل أروقته بالأسلوب الأمثل المدروس علميا بعيدا عن الاجتهادات الشخصية وعمل الرجل الواحد، وبالتالي يحتاج النادي في عهده الجديد لتطبيق نظام داخلي ينظم كل الأمور المهمة بدءا من الهيكلة الإدارية من منصب الرئيس إلى أصغر إداري وعامل في النادي.
الأمر المهم في هذه الناحية أن تكون للنادي موازنة تجعله يسير برامجه بشكل منتظم ومن دون مشكلات، وهذا ما يعانيه نادي الشباب قبل الافتتاح الرسمي، وبالتالي يحتم عليه أن تكون له أبواب أخرى لمسألة الدخل المالي المساعد له في تنفيذ برامجه المهمة. هذا الأمر يقودنا إلى أمر آخر تكمله المرحلة الثانية وتحتاج إلى موازنة ضخمة وهذا غير متوافر حاليا لدى أبناء الشباب، وبالتالي قام رئيس النادي المجتهد (أبوأحمد) ميرزا أحمد بمناشدة سمو ولي العهد لدى حضوره مراسيم الافتتاح عبر كلمته التي ألقاها في ذلك اليوم مد يد العون والمساعدة لتكملة هذه المرحلة المهمة. ونحن هنا في «الوسط الرياضي» نكرر ما طالب به رئيس نادي الشباب سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وتلبية هذا النداء، بل نحن على ثقة تامة بأن التكملة ستكون قريبة جدا.
إلى ذلك، من يدخل نادي الشباب ويرى الأرض الأمامية من الناحية الشمالية فمن المؤكد أن يذهب بتفكيره بأنها تصلح إلى أن تكون استثمارية تجارية لكونها أمام الشارع العام، وبالتالي لم يقف أبناء النادي مكتوفي الأيدي من دون التحرك بجدية تامة قبل 3 سنوات تقريبا، وهم الآن يطمحون لأن يدخل هذا المشروع قيد البداية العملية من أجل الدخول المالي لكي يستطيع نادي الشباب تسيير برامجه واحتياجاته لكل الفرق في الألعاب المختلفة، ليبدأ عهد جديد يعطي الزخم الكبير لهذا النادي حتى يدخل مع الكبار في تاريخهم المشع. وهذا المشروع التجاري الكبير قد يقود النادي إلى عالم الاحتراف سواء كان ذلك مع اللاعبين أو حتى الإداريين. وما نأمله من نادي الشباب أن يضع الثقة في أناس لهم الباع الكبير والتخصص في هذا المجال للحصول على ما يسعى إليه بعيدا عن المجاملات الشخصية التي تهدم ولا تبني وفق دراسة علمية رصينة، وبعدها يستطيع نادي الشباب أن يرتقي بشبابه إلى أعلى الدرجات الرياضية، ولكن بشرط أن يحصل على الدعم الكبير من قبل المؤسسة العامة وقيادات الرياضة في البلد بل من القيادة السياسية في المملكة، وبغير ذلك سيظل هذا النادي يعاني من المشكلات.
تبقى 26 يوما عن اللقاء المهم والمصيري لمنتخبنا الوطني الأول للكرة والذي يواجه فيه المنتخب الياباني في طوكيو يوم 28 مارس/ آذار الجاري. وحتى هذه اللحظة لم يكن هناك استقرار في برنامج الأحمر هذه المرة، وكل يوم نقرأ تصريحا مناقضا للآخر الذي سبقه، وبالتالي صرنا في دوامة لا نعرف أولها من تاليها وأين موضع الحقيقة الغائبة.
البرنامج الواضح والمعد مسبقا وفق استراتيجية منظمة تتضمن المعلومات الكافية ولزمن كافٍ لإعداد الفريق لهذه المباراة المهمة والتي قد تعيدنا إلى الواجهة من جديد بل ترفعنا درجات في الصدارة وحصد بطاقة التأهل الثانية ولكن في حال الفوز فقط. إلى اليوم لم نسمع من ماتشالا البرنامج الواضح الذي يؤكد أهمية هذه المباراة، فالفوز هو الهدف الأوحد الذي نطالبه به وان كنا نلعب خارج أرضنا وان لم يكن كذلك فعلينا أن نقنع بالنقطة والتي تجعلنا نفكر في نقاط القطريين والأوزبكيين حتى نكون اكثر قربا من البطاقة الثالثة، مع أننا نمتلك القوة والإرادة لانتزاع البطاقة الثانية. وهذا الكلام لا يكون إلا بالعمل المنظم، وبالتالي ليس للمدرب ماتشالا أي عذر في إعداد الفريق وتهيئته نفسيا، ولا يكرر لنا اسطوانة غياب المحترفين في الفترة الأولى للإعداد لأن هذا موجود من أول يوم وطأت قدماه أرض البحرين، وهو يعرف جيدا وعليه التأقلم ومن المفترض انه تأقلم، وما حدث قبل لقاء أوزبكستان في مباراة كوريا الجنوبية الودية لخير دليل على قدرته على تجميع اللاعبين من دون المحترفين للمرحلة المهمة المقبلة.
اللاعبون أنفسهم تتبعثر أوراقهم عندما لا يرون البرنامج المستقر والمؤكد بشكل منتظم ولفترة زمنية كافية، ومن المؤكد عندما تكون الأخبار متضاربة تكون الحال النفسية أيضا غير مستقرة ومتضاربة، وبالتالي ينعكس بالسلب على نتيجة المنتخب.
نحن في «الوسط الرياضي» نطالب المدرب ماتشالا والجهاز الإداري وفوقهم اتحاد الكرة المتمثل في لجنة المنتخبات بأن تعد العدة من الآن لإعداد الأحمر لمباراة اليابان التي نأمل منها الخروج بنقاطها الثلاث، مع يقيننا بصعوبة المهمة لفريق كبير يطمح في الفوز علينا وتعويض النقاط الآسيوية التي حصدناها منه في البحرين، وبالتالي فليدرك كل الفريق صعوبة المهمة، وان النقاط لا تأتي إلا بالجهد والجدية والاجتهاد والروح القتالية مع الضوابط الفنية والتكتيكية في القراءة المطلوبة لقدرات الفريق الياباني. وفق الله الأحمر في هذه المباراة ليعود منها محملا بالنقاط المرجوة.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2369 - الأحد 01 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الاول 1430هـ