قد نمرّ على حدث تثبيت 342 طبيبا مرورا عابرا من دون ان ندرك مدى اهمية ذلك. انه يعني الشيء الكثير ومن أراد ان يعرف اهمية الحدث يجب ان يطلع على ما عاناه الاطباء طيلة هذه الاعوام... لقد استقبل الاهالي وخصوصا امهات وآباء هؤلاء الاطباء هذا القرار بالفرح، لقد كان موفقا بكل المعايير، ارتسمت الابتسامة على الوجوه واخذ الاطباء يتبادلون التبريكات والتهاني. اتصلت بي طبيبة من الرفاع تقول: لم اصدق الخبر لاننا كدنا نفقد الامل... كانت فرحة. فقلت لها بالحرف الواحد: «لا تفقدوا الامل يجب ان نعمل لقضايانا الوطنية وعلينا ان نوصل الى المسئولين آلامنا وأوجاعنا أوصلوا لهم ما تعانونه بكل توازن وبكل علمية، لا شك ستكون هناك مبادرات للحل». من هذا المنطلق نقول يجب ان نعمل على تشكيل لجان تدقق في اي ملف ومن ثم نقوم بتوصيله إلى المسئولين في الدولة عن اية تجاوزات، عن اي فساد، عن اية محسوبيات او اخطاء ولكن في المقابل يجب ألا نطلق الاتهامات جزافا. أولا: يجب ان نجمع المعلومات. ثانيا: نجلس مع الموظفين ان امكن او المتقاعدين. ثالثا: نقوم بتشكيل لجنة لتسلم الرسائل والتظلمات والشكاوى مع ارفاقها بالوثائق ان امكن ومن ثم نقوم بدراسة الملف دراسة معمقة وعلمية ودقيقة ويجب ألا نتسرع في نشره في الصحافة بل يجب ان نقوم بتوثيقه اولا ثم سماع الطرف الآخر من اي وزارة لنسمع وجهة نظر الوزارة فيما تقول وكيف ترد على كل اشكال وهل ما جيء به من معلومات من الطرف الاخر موثق أم مجرد معلومة، هل هو صحيح ام لا؟ وهكذا. طبعا هذا الاسلوب يحتاج إلى وقت وجهد وتدقيق وفرق عمل وكل لجنة تكون متخصصة لجهة واحدة حتى لا يتم اختلاط الأمور. وحتى أطمئن الاخوة فإن اللجنة التي قمت بتأسيسها لملف الاوقاف مازالت موجودة وترصد مدى تطور الوقف وغدا سيتم ايضا استحضار بعض الاعضاء للنيابة العامة والقضية في تطور وهناك معلومات طرحت هنا وهناك تعزز الرؤية التي طرحتها سابقا عن التجاوزات والفساد، وقضية المكيفات يجب ان تفتح وملف الاوقاف سنستمر في رصده وكلنا ثقة بأن الأوقاف ستمر بمرحلة اصلاحية، فلا شك ان الدولة لا تقبل بهذا الوضع وهذه الاموال اموال مقدسة فيجب ان تكون مصونة وكنت اتمنى ان يكون رد فعل المجتمع الشيعي اكثر حركة وعملا بينما لم يخرج عن إطار التنديد والتأفف هنا أو هناك ولو كانت القضية تتعلق بجزئية بسيطة لأقيمت الدنيا ولم تقعد ولبدأت الاعتصامات تزحف هنا وهناك ولكن مازلنا نحمل أملا كبيرا في ان يتحرك الجميع ويجب ان يكون الحل عمليا وواقعيا أما عن خيار رفع قضية في النيابة على الاوقاف فهو خيار لا أستبعد ان اقوم به منفردا اذا انغلقت كل السبل ولكن ما أوقفنا عن ذلك هو تردد خبر بأن الدولة مقبلة على حل المجلس واستبدال كل طاقمه واجراء تصحيح جذري للوقف، أما اذا وصلت القضية إلى المحاكم فستكون هناك عملية طرح اسماء وتفاصيل. اعتقد أن ملف الاوقاف مّر بفترة من الصمت بعد كل ما قيل حتى فقد العمر الافتراضي لصمت الجميع فهذا الملف جاء على طبق من ذهب وقد تعبت عليه كثيرا ووثقته بما لا يدع مجالا للشك فيه وموقفي الشرعي والوطني يفرض علي ان اوصله إلى آفاق اخرى... إلى النيابة العامة وهنا اذا وصل الملف سأتحمل انا كل كلمة كتبتها وقلتها وليس لدي اي مانع في ذلك وكل هذا يهون امام سيدالشهداء (ع)، انا منسجم مع نفسي واعتقد ان القضية رابحة 100 في المئة ومكتملة الاطراف وقد اطلع عليها كل المجتمع وان كان بلا اسماء لكن لابد من الدخول في التفاصيل وتسليط الضوء على بعض الادارات السابقة.
اشارات:
- اشكر كل الاطباء الذين قاموا بالاتصال ونحن نقول لهم ان الصحافة هي مسئولية ويجب ان تكون مع الملفات الوطنية وكلنا نسعى من اجل ترسيخ مشروع جلالة الملك الاصلاحي ولولا المشروع الاصلاحي لما كانت هناك صحافة حرة ولما كان هناك تثبيت للأطباء وشكر ايضا لسمو رئيس الوزراء على هذا القرار الكبير وهو دليل آخر على تفهم الحكومة لآلام الاطباء وكلنا أمل في ان يشمل برعايته الاقسام الاخرى في الصحة وتعديل كادرهم الوظيفي.
- هناك معاناة اخرى لـ 80 خريجا من المعهد العالي في مصر ووزير التربية بتّ في الموضوع فنتمنى من التربية حل الموضوع بعد قرار الوزير، فلماذا التأخير؟
- وزارة الاسكان: هناك طلب من مواطن تقدم بطلب وحدة سكنية منذ العام 89 وإلى الآن لم يحصل على طلبه فهل يعقل ذلك؟
- نتمنى من جمعية المعلمين تشكيل لجنة لتقصي مدى شفافية توزيع مناصب المديرين المساعدين والمديرين لهذا العام مع معرفة المعايير.
- ديوان الخدمة المدنية: لماذا لا يتم نشر اسماء المرشحين للوظائف في الوزارات عبر الصحافة؟
- بالنسبة إلى الشكاوى الواصلة من المواطنين مما يجري في الوزارات ارجو ارسالها حتى يتم التأكد منها لارسالها إلى الجهات المعنية.
- التقاعد المبكر موقف خطير يجب التراجع عنه وخصوصا اذا كان بطريقة غير مدروسة وجاء وفق املاءات.
- هل تعلمون معنى اللائحة الحمراء واللائحة الخضراء واللائحة الصفراء... انها قصة أغرب من الخيال في عالم يدعي احترام حقوق الانسان واحترام مبدأ تكافؤ الفرص. انه بداية ولكن كيف ستكون النهاية بعد التوثيق؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ