العدد 675 - الأحد 11 يوليو 2004م الموافق 23 جمادى الأولى 1425هـ

وأخيرا بدأت الدنيا تضحك لهم

مبارك لـ 300 طبيب...

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

مر عام ونصف العام ونحن نتكلم في الصحافة عن تثبيت (300 طبيب بحريني). كتبنا الكثير ورحنا نصرخ في كل صباح: متى يتم تثبيت 300 طبيب بحريني؟ المقالات التي كتبت فيها متعرضا لهذا الموضوع سواء بالغمز أو التصريح أو أن يخصص المقال كاملا لهذا الموضوع بلغت 70 مقالا. أتذكر أن بعض من يروني في الشارع من القراء يقولون: «كفاية خلاص... الموضوع اتشبع والعالم كله يعرف بالمأساة ولو كان يوجد حل لحدث حل لهؤلاء الأطباء»، وكنت أقول لهم: لا توجد قضية - مادامت وطنية ومادامت تصب في صالح المجتمع - ليس لها حل، علينا أن نعمل، أن نسعى إلى الحل، أن نطرق أبواب المسئولين أن نتكلم مع الوزراء المعنيين، أن نجلس مع أصحاب القضية، فإذا أصبحت متكاملة فسيكون هناك حل. البعض قال إن سر إلحاح السيد على موضوع التثبيت ربما لأن زوجته هي الأخرى غير مثبتة، وطلعت الإشاعة - كما هو معهود بنسبة معينة - فقلت لهم: يا جماعة الظلم حرام وزوجتي ليست طبيبة، هي تدرس علم نفس وليست موظفة أصلا في الحكومة... المهم كانت هناك محاولات هنا وهناك لحرف موضوع تثبيت الأطباء، لكنني قبل سنة ونصف السنة تقريبا تسلمت الملف ورحنا ليالي وأياما ننتقل به من وزير إلى وزير وذات يوم عقدنا الأمل على بعض النواب وتلقفوا الملف بجميع آلامه ورفعنا أيدينا للسماء شاكرين وإذا بنا نفاجأ أن بعض النواب - سامحهم الله - أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأجل ورقة واحدة من عشرات الأوراق والقضايا.

في ملف الصحة، قضية مستشار هنا وأخرى أزيلت من منصبها هناك، مازلت أتذكر خيبة الأمل التي بدت على وجوهنا ووجوه الأطباء غير المثبتين ووجوه موظفي قسم الصيانة أيضا وغيرهم، إذ دعوا النواب إلى حضور مؤتمرهم فلم يحضر أحد. المهم الجميع صمت ورحت مع الأخ عيسى مطر (طبيب أسنان) نتابع الملف بإتقان وحرفية ولم نيأس، وأكتب هنا كلمة للتاريخ: أنّ عيسى مطر هو أكثر طبيب عمل في خدمة هذا الملف. بعض الأطباء صمتوا فاقدين الأمل لكننا لم نيأس، كتبنا في الصحافة حتى ملّ بعض القراء. وكان آخر مقال هو «متى ستضحك الدنيا لـ 300 طبيب بحريني بعد عذاب من السنين العجاف».

بعض المسئولين اتصل قبل شهر وقال لي: هناك أخبار سارة تقول إن التثبيت قادم، وما أجمله من خبر. فعند الساعة الثانية عشرة ظهرا اتصل بي يوم أمس عيسى مطر وقال: «سيد... مبارك لقد تم قرار التثبيت والأطباء كلهم فرحون». ولا يمكن أن ننسى أيضا دعم الوزيرة للملف. فيوم أمس التقيت وزيرة الصحة ندى حفاظ في مكتبها واستشعرت من كلامها مدى اهتمامها بالملف وبقية الملفات، وقالت إن عملية التثبت طموح الجميع، وهنا نشكر أيضا سمو رئيس الوزراء على هذا القرار الحكيم الذي أدخل الفرح على قلوب عشرات الأطباء.

هذا الموقف يعزز نظرية مازلنا نركز عليها هي أن العمل الوطني من أجل ملف وطني مع متابعته ودعمه بالأرقام والتوثيق واستجابة الدولة له مادام يصب في خدمة المجتمع لاشك يعكس مدى إيجابية تعاون الصحافة مع الوزارة وأن أي نقد يوجه أو مطالبة - مادامت موثقة ومكتملة الأركان - أو مساءلة لأية وزارة كل ذلك يصب في صالح الوزارة والمجتمع.

إن معاناة الأطباء كانت كبيرة، ولاشك أن هذا التثبيت سينعكس على أدائهم حتى مع المرضى وطبعا يجب ألا ننسى بقية الملفات، منها وضع موظفي الصيانة والمغسلة والمطبخ و... وتعديل كادرهم الوظيفي، فهم الحلقة الأضعف. لقد تعبوا كثيرا ونعدهم أن نواصل طرح ملفهم، والحكومة لن تقصر في دعمهم ودعم المراكز الصحية أيضا التي تعاني من الضغط كمركز جدحفص الصحي والبديع ومدينة عيسى، وكل أملنا في إنشاء مركز النخيل في باربار وحل بقية الآلام.

اليوم بدأت الدنيا تضحك في وجوه أبنائنا الأعزاء من الأطباء، واليوم نقدم لكل واحد منهم وردة تقدير لكل ما بذلوه من أجل راحتنا على رغم المشاق وتعب السنين وها هم اليوم يقطفون جزءا من استحقاقاتهم علينا. نتمنى أن يوفقوا للحصول على بعثات، وأن يفسح لهم الطريق للانفتاح على التطور الصحي في العالم عبر المؤتمرات، وأن يصبحوا مستشارين درجة أولى (سوبر ستار) فيعطون صورة أكثر جمالا ورونقا للطبيب الواقعي الإنساني الرحيم والوطني الغيور على مجتمعه. نتمنى أن يضعوا أيديهم في يد الوزيرة لترتيب البيت الداخلي للوزارة... إنهم يستحقون أن نقيم لهم حفلة تقدير وخصوصا للذين عملوا من أجل إنجاح هذا الملف.

ولا بأس الآن أن ينزل علينا بعض النواب ببرشوت من السماء ليقدموا التبريكات لنقول لهم: صباح الخير، وكل سنة وانتوا طيبين، وعقبال التقاعد الذهبي.

إشارات:

- نتمنى من وزارة التربية أن تكون شفافة في عملية ترقية المديرين المساعدين وأن يراعى المدرسون ممن خدموا في التدريس أعواما طوالا، فبعضهم تكتمل شروطه وتأتي التعيينات غريبة. ولدرء أية مشكلات نتمنى أن توضع الأسماء في الصحافة مع نشر المعايير وسني الخدمة. وهنا أتمنى انبثاق لجنة من جمعية المعلمين على طريقة لجنة البعثات من قبل جمعية الجامعيين لترسيخ الشفافية وهذا اختبار لجمعية المعلمين التي نتمنى نجاح مساعيها دائما.

- نقدم شكرنا لوزارة الصحة فهناك أخبار سارة نتمنى أن تتحقق بالنسبة إلى تعديل وضع الصيدلية والمختبر. ونتمنى الإسراع في الأمر لكي نقدم الشكر في الصحافة.

- بسبب ظلم أحد المديرين لإحدى الموظفات في مؤسسة ما، سقطت الموظفة وجاء الإسعاف... هي بداية لملفٍ سأعمل على جمع المعلومات له مدة عام كامل. ويوم أمس بدأت البحث والسؤال وجمع المعلومات لكي نجعل من القضية قضية وطنية لأجل الصالح الوطني و«ما ضاع حق وراءه مطالب»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 675 - الأحد 11 يوليو 2004م الموافق 23 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً