العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ

لمصلحة من يتهم «الجوار العراقي»؟

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

من وزارة منهوبة ومدمرة ترزح تحت تركة ثقيلة من العزلة الدولية والعربية جرّاء السياسات العدوانية لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ومن وزارة خارجية العراق يجدد الوزير هوشيار زيباري اتهاماته لدول الجوار(إيران وسورية خصوصا) بدعم المقاومة العراقية.

وكثرت في الآونة الأخيرة مثل هذه التصريحات الغامضة التي لم يحدد فيها زيباري دولا بعينها، غير أن المحللين يؤكدون أن المعني بذلك هو إيران وسورية. وكان آخرها في الخامس من الشهر الجاري، إذ أشار الوزير إلى أنه لن يمانع في أن توجه واشنطن ضربات لهذه الدول انطلاقا من الأراضي العراقية.

إذا صح ما نقل عن زيباري بشأن اتهام طهران ودمشق، فذلك مؤسف حقا. فإيران هي أول دولة في المحيط الإقليمي اعترفت بمجلس الحكم وقدمت له الدعم، وحتى حين تشكلت الحكومة الجديدة اعترفت بها وأبدت استعدادها للتعاون معها، أما أن تتهم بأنها لا تحرس حدودها - لأن لأميركا مصلحة في ذلك - فذلك مضحك حقا، فالحدود تمتد إلى مسافة 900 ميل، فحتى أميركا التي لها حدود أقل مع المكسيك لم تستطع منع المتسللين المكسيكيين باعتراف مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس.

الأمر الآخر، ان طهران احتضنت فصائل المعارضة العراقية التي تشارك اليوم في الحكومة بما فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي إليه زيباري. وقدمت العون والمساعدة وهذا ما لا ينكره الحكام الحاليون، فمن مصلحة إيران أن تصير مقاليد السلطة بيد هؤلاء الأصدقاء.

إذا، إطلاق مثل هذه التصريحات غير المسئولة لا يخدم «العراق الجديد»، بل لا يعبر عن موقفها أيضا وخصوصا مع إيران وسورية. فلمصلحة من يطلق زيباري هذه التصريحات التي ربما تعيد العراق إلى عهد صدام؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً