في عتمة ليلٍ خرج بعض نوابنا في فزعة كبرى عن آلام وزارة الصحة وراح البعض يهطل الدموع أمام ملف «الأسرة» و«الفساد» و«تطفيش» الأطباء إلى خارج البحرين و...
لا أخفي عليكم أن الملفات التي ذكرت، ملفات وطنية بامتياز، كنت طالبت بها مرارا لكن الجوقة وذلك العزف السيمفوني فيه ما فيه... بقدرة قادر انتهى العزف وماتت الآمال وانفض السامر وبقيت قضية هي في غاية الأهمية، قضية تثبيت الأطباء «300 طبيب بحريني» ظلوا معلقين من دون تثبيت تحت رحمة برنامج فاشل اتخذ شماعة للجم فم كل طبيب يطالب بتثبيته... هذا البرنامج كان بمثابة «أم الخضر والليف» يسكت الطبيب ويخيفه لكن لا يشعر بوجوده أو حقيقته... المهم بقيت متابعا لهذا الملف شهورا وأنا أصرخ في كل صباح: «يا جماعة شفتوا غرايب البحرين، ثلاثمئة طبيب يعيشون بعقود مؤقتة والأجانب مثبتون؟!».
طبعا نوابنا الأفاضل أصحاب الجوقة ناموا طيلة هذه الأشهر وكأن كل قضية الصحة محصورة في بعض المستشارين وعن فلانة أزيحت عن منصبها وثالث دوِّر إلى مكان آخر... قلت: يا ربي أين النواب من تثبيت 300 طبيب؟ لماذا صمتوا؟ أين هم من آلام موظفي أقسام الصيانة والمغسلة والخدمات العامة والمطبخ والأمن والمواصلات...؟ هؤلاء لا بواكي لهم... هؤلاء من الذين ذكرهم فيكتور هيغو في قصته الرائعة «البؤساء» ومن قال فيهم غوستاف لوبون في كتابه «سيكولوجية الجماهير» إنهم أقل حظا ساعة توزيع الغنائم.
طبعا تلويحهم بالاعتصام جاء بسبب الاحتقان الذي عاشوه وخصوصا من بعض المسئولين ولا أخفي عليهم أنني الآن في طريقي للتثبت من قضايا أتمنى ألا تكون صحيحة. طبعا لو تعلمون ما يعانيه هؤلاء الموظفون من آلام لبكيتم لوضعهم، وعندما قرأت ملفهم الذي وصلني تألمت كثيرا وتذكرت آلام موظفي مركز جدحفص الصحي... هل تصدقون أن احدى موظفات المركز عندما راحت تتكلم عن آلام السنين العجاف من الإهمال والتهميش وضغط المرضى عليهم بسبب كثرة السكان... كادت تبكي أمامي وأمام مسئولتها... لو فتشنا في المراكز الصحية وفي بعض مؤسساتنا سنجد مظلومين كثرا. نوابنا الأفاضل تقاعسوا عن هؤلاء. لا غريب فأكثرهم مشغولون بالتقاعد الذهبي الذي يكلف صندوق التقاعد ملايين الدنانير... بالأمس أعطوا صك الغفران لوزير المالية عبدالله سيف ثم راحوا يهرولون للصندوق. طبعا أنا لا أعلم ماذا يفعل بعض أعضاء مجالس البلدية؟ أعتقد أن بعضهم اتخذ من «تهميش وزارة البلديات لهم» ذريعة للنوم والعافية على طريقة «نام حبيبي نام حتفرخ بيض وحمام».
بعض نواب الشمالية وغيرها يشتغلون صح وبعضهم لا يسألون حتى عن قضايا تتعلق بمنتخبيهم... يا أخي طالبوا، اجتمعوا مع الناس، «لحقوا على روحكم» الكل يشتغل وإذا ذهبت إلى المنطقة الشمالية فشوارع الدراز مهملة، مركزان صحيان لمئة ألف إنسان ولا أحد يتكلم، كل منطقة تمتلك مركزا اجتماعيا «بدل الواحد اثنين»، ونحن هنا في الشمالية قبلنا بعقيدة التهميش والتمييز كأمر واقع ونمنا في سباتنا مع اليأس. وسامح الله وزير العمل. فقبل عام طُلبت منه قطعة أرض لبناء مركز للموهوبين، تعشمنا خيرا وإذا بنا نرى المشروع سيقام في المحرق عبر مسئولين آخرين... لا بأس وهذا لا يمنع أن ينشأ مركز في المنطقة الشمالية، لكن للأسف سكوت الأهالي عن حقهم الطبيعي سيجعل قرى البديع الحلقة الأضعف في الخدمات... لأنهم لا يحاسبون النواب سواء في البلدية أو البرلمان ولا يسألون عن استحقاقاتهم لمراكز صحية جديدة بل إلى مستشفى، إلى نادٍ نموذجي، إلى حدائق نموذجية، إلى تعديل شوارعهم!
المسيح (ع) يقول: اطرقوا اطرقوا يفتح لكم. طالبوا بحقكم في الجيش والقوة والدفاع والداخلية وهنا نشكر وزير الداخلية فقد صرح عن استحداث شرطة مجتمعية لمكافحة الجرائم تضم 100 شاب وشابة في كل محافظة وأملنا من شباب المنطقة الشمالية التعاون مع المحافظة الشمالية في ذلك، فالمحافظة الشمالية قامت بأنشطة جميلة تدعم القدرات الريفية والإبداعات في المنطقة وهذا التطبيع الاجتماعي بين مؤسسات الداخلية والمجتمع تحتاج إلى تشجيع وتقدير.
عودا على بدء، ملف الأطباء المؤقتين سيناقش في جلسة مجلس الوزراء المقبل وهذه خطوة في غاية الأهمية. نشكر الوزيرة عليها. هناك تفاؤل بتثبيت اخوتنا الأطباء وأمل كبير في إيجاد حل لآلام موظفي الأقسام وخصوصا أن الأول سيناقش في مجلس سمو رئيس الوزراء على أمل أن يناقش الثاني أيضا. تدخل سمو رئيس الوزراء قبل عامين في ملف المعلمين العاطلين أوجد حلا لهم ووظفوا، والجميع في انتظار موقف جميل كذاك الموقف في الأيام المقبلة وهذا ليس ببعيد.
إشارات:
- وزير العمل - للتذكير - قال إن بحرنة معهد البحرين للتدريب مسألة محسومة حتى تاريخ 2005، وأنا شخصيا أقدر الوزير في مسألة البحرنة ولا ننسى له عملية تثبيت أكثر من 200 بحريني في وزارة العمل وهي نقطة مضيئة ولكن بحرنة المعهد تحتاج إلى تقديم امتيازات حتى يجذب المعهد الكفاءات البحرينية، ومسألة الكادر الوظيفي في المعهد احدى علامات الساعة ونهاية الدنيا.
- الأوقاف تحتاج إلى موقف عملي من رموز الطائفة الشيعية وإلا سيندم الجميع غدا بعد كشف مزيد من الآلام. اللهم اني قد بلغت.
- متى سيفصح ديوان الخدمة المدنية عن أسماء المرشحين للوظائف الحكومية عبر الصحافة أسوة بالكويت.
- يا جماعة، بعض ملاك السفن البحرينية المحجوزة في قطر يأكلهم الجوع، أين هي مؤسساتنا المترافعة؟
- أكثر مشكلات الصحة تحل برفع موازنتها.
- للخروج من مأزق فضيحة انقطاع الكهرباء وفي عملية استباقية واضحة، راحت وزارة الكهرباء تعلن أن الفتق اتسع على الراقع والكهرباء ستنقطع عن المناطق
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ