العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ

«إصلاح الشرق الأوسط»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تلعب الإدارة الأميركية دور «الاستاذية» - ان صح التعبير - في تدويل كفة الديمقراطية وتعزيزها في المنطقة العربية التي لاتزال تعاني دولها الكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية في ظل تطبيق مفاهيم وأساليب تغيب عنها الديمقراطية.

لكن عندما تأتي دولة مثل الولايات المتحدة لتوجه وتعلم مبادئ الديمقراطية تحت شعارات دعائية توصفها بأنها حامية الديمقراطية في العالم، فانه يجب ان تكون هناك صدقية، والتي هي في واقع الأمر بعيدة كل البعد عن أفعال الإدارة الأميركية التي تفعل وتقول كما تشاء من دون حساب أو محاسبة كالذي تقوم به مع دول من دون غيرها... فأساليب المحاسبة أو بالأحرى العقاب تندرج على حسب كيفية تفاعل هذه الدولة أوتلك مع سياسة ومنهجية الإدارة الأميركية... فالنماذج كثيرة في وقتنا الجاري وعلى رأسها دول المنطقة التي بدأ بعضها يحسب ألف حساب في تعامله مع ساسة البيت الأبيض... فرضاهم معناه كسب المزيد من الاستثمار والمصلحة المشتركة والعناد والتمرد معناه إدراج هذه الدولة أو تلك على قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

فإما في الصف الأميركي أو لا... فلابد لكل دولة تريد استقرارا واستثمارا ان تساير الجو الأميركي فإن لم تفعل فإن الخسارة التي ستلحق بها ستكون أكبر... وقد تكون بعض الدول العربية تداركت الأمر بسرعة قبل فوات الأوان وقبل ان تلحق بمثيلتها العراق.

وعندما يأتي الحديث عن «مبادرة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا» في دعم ونشر الديمقراطية إلى إصلاح الأنظمة العربية من شتى النواحي ودعوة مجموعة من دول العالم لإصلاح حال البلاد العربية بدعوة تصفها الإدارة الأميركية بأنها صادقة فإن دولا كإيطاليا التي في كثير من الأحيان يناهض شعبها سياسات الإدارة الأميركية في شرق الأوسط تجد رئيس وزرائها سلفيو برلسكوني وابناءه متهمين بالفساد قضائيا، وهذه القضية لاتزال قائمة في إيطاليا، إذ إن ملفات الفساد محيطة ببرلسكوني منذ فترة والآن انضم إلى القائمة ابناؤه...

الايطاليون اليوم لا ثقة لهم ببرلسكوني المتهم بالفساد في بلاده... الا أن ساسة البيت الأبيض لهم وجهة نظر أخرى، هي ان برلسكوني وحكومته يستطيعان ان يساهما في مبادرة الإصلاح في المنطقة العربية، لكن كيف تعطي اميركا لنفسها الحق في التدخل في شئون الغير بحجة الاصلاح في حين ان الدول التي تشاركها في ذلك تحتاج الى اصلاح قبل غيرها؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً