العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ

«الصحة»: الصحافة أجحفت بحقنا... ولدينا مشكلات وشجون

فيما اشتكى مسئولون من التركيز على شكاوى المرضى فقط

يرى كثير من المسئولين في وزارات الدولة أن الصحافة (السلطة الرابعة)، تركز على هموم المواطنين المراجعين لهذه الوزارات. ولعل وزارة الصحة، التي تعتبر من أهم الوزارات، وأكثرها ارتباطا بالجمهور العام، واجهت الكثير من الانتقادات. وأوضح مسئولون في هذه الوزارة، أن لديهم مشكلات وشجونا كثيرة أملوا أن تنقلها الصحافة إلى المواطنين.

ولعل المشكلة الأولى، هي عدم تعاون الأهالي في تسلم مرضاهم بعد ترخيصهم من المجمع، وفي هذا الجانب يقول المسئولون: «نواجه مشكلات كثيرة في إقناع المواطنين بتسلم المرضى، إذ يصر البعض على عدم التسلم، بحجة عدم مقدرتهم على العناية بالمريض، وخصوصا كبار السن منهم. وهذا، يخلق لنا مشكلة كبيرة في توفير الأسرة لإدخال الحالات العاجلة والمصابين، إذ يمكث عدد من المرضى فترات طويلة في دائرة الحوادث والطوارئ، قبل أن نتمكن من إدخالهم لعدم توافر الأسرة وذلك بسبب بقاء مرضى مرخصين ولا يحتاجون إلى رعاية طبية، بل عناية منزلية فقط، علما أن مجمع السلمانية الطبي مستشفى للرعاية الصحية الثانوية وليس دارا للمسنين والحالات المستقرة. لذلك فإننا نرجو من المواطنين التعاون معنا، والإسراع في عملية تسلم مرضاهم، لأن الأطباء لا يرخصون المريض إلا بعد التأكد من حاله الصحية وعدم احتياجه إلى رعاية طبية».

أما المشكلة الثانية بحسب المسئولين، فهي مع كفلاء العمال الأجانب الذين تستدعي حالتهم الصحية، تسفيرهم إلى بلادهم، فكما هو معروف أن «العمال الأجانب الذين تشخص حالتهم على أنهم مصابون بمرض السل المعدي، يعالجون لمدة ثلاثة أسابيع على أن يتم تسفيرهم لبلدهم بعد ذلك. وهنا تبدأ رحلة العذاب مع بعض الكفلاء الذين يتهربون من هذه المسئولية، ويتعذرون بأنهم غير ملزمين بتكاليف السفر، وكثيرا ما نضطر إلى تسفيرهم على نفقة وزارة الصحة، وذلك كي توفر الأسرة للمرضى المحتاجين إلى العلاج وتوفيرا للموارد، إذ إن إقامة المريض تكلف الدولة أكثر من 120 دينارا في اليوم الواحد».

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ يعاني المجمع من اصطحاب الأطفال للمستشفى في غير الأوقات المحددة لزيارتهم، إذ إن «جو المستشفى غير ملائم للأطفال الأصحاء، ولدينا مرضى مصابون بأمراض معدية مختلفة، كما أن لدينا أجهزة ومعدات من الممكن أن تشكل خطرا على المرضى والأطفال في حال عبثهم بها. لذلك، فإن سياسة مجمع السلمانية الطبي لا تسمح بزيارة الأطفال، إلا أن الإدارة ومراعاة للارتباطات الأسرية المميزة في مجتمعنا، وتجنبا للآثار النفسية المترتبة على فراق الأطفال لآبائهم أو أمهاتهم المرضى، فإن الإدارة تسمح بزيارة الأطفال في يومين محددين، على ألا يكون المرضى مصابين بأية أمراض معدية، وأن تكون الزيارة بإذن مسبق وترتيب خاص. إلا أن بعض الأهالي لا يتجاوبون معنا بهذا الخصوص، ويصرون على اصطحاب أطفالهم إلى المستشفى وكأنهم يأخذونهم في نزهة. وكثيرا ما يتشاجرون مع جهاز الأمن ويدخلون الأطفال بالقوة، وهذا طبعا يعرض أطفالهم للإصابة بالعدوى أو للحوادث جراء العبث بالأجهزة، إضافة إلى إزعاج المرضى ممن هم في أمس الحاجة إلى الراحة والسكينة». هذا إلى جانب عدم الالتزام بمواعيد الزيارات وكثرة عدد الزوار إذ إن «الهدف من بقاء المريض في المستشفى هو تلقي العلاج والراحة والنقاهة. وعليه، فقد وضعت الإدارة سياسة الزيارة وحددت لها ساعات معينة. إلا أن بعض الزوار لا يلتزمون بهذه السياسة في المواعيد. فهناك من يصر على زيارة المرضى خارج أوقات الزيارة في الفترة الصباحية، التي خصصت لمعاينة الأطباء وإجراء الفحوصات التشخيصية والعمليات الجراحية وغيرها. كما أن الأعداد التي تزور المرضى كبيرة جدا، فمع أننا نقدر الروابط الأسرية وأهمية زيارة المريض، إلا أن التقليل من وقت الزيارة وأعداد الزوار ضروري جدا لراحة المريض، ويمكن جعل مثل هذه الزيارات بالتناوب حتى لا يتسبب الزوار في إرهاق المرضى وتأخير عملية شفائهم».

وعرج المسئولون على الحديث عن عدم محافظة المرضى والزوار على مرافق وممتلكات المجمع، موضحين أن «الحكومة حرصت على توفير أفضل المرافق الصحية وتزويدها بأحسن الأثاث والمعدات والأجهزة والمستلزمات. هذا، وتكلف مشروع توسعة مجمع السلمانية الطبي ما يقارب الـ 50 مليون دينار. ولكن، للأسف، فإن بعض المرضى والزوار لا يحافظون على هذا المرفق وممتلكاته، إذ نواجه الكثير من عمليات التخريب وسوء الاستخدام، وهذا المرفق وما فيه وجد لخدمة الناس ولتوفير المناخ المناسب والمريح لهم، وإننا نهيب بهم المحافظة عليه واعتباره جزءا منهم، وملكا خاصا بهم».

وتحدث المسئولون عن مشكلة تخلف بعض المرضى عن مواعيدهم في العيادات الخارجية إذ إن «إدارة المجمع تحرص على تنظيم عملية إعطاء المواعيد لمرضى هذه العيادات، وحل المشكلات التي تواجههم خلال مراجعتهم. هذا ولوحظ أن نسبة كبيرة من المرضى (حوالي 38 في المئة) لا يلتزمون بالمواعيد المعطاة لهم، إذ يتخلفون عن الحضور ويتسببون في حرمان المرضى الآخرين الذين يوضعون على لائحة الانتظار. ونحن نطلب من هؤلاء المرضى الذين لم يتمكنوا من الحضور في مواعيدهم المحددة الاتصال بمكتب المواعيد وتغيير الموعد قبل أربعة ايام حتى يتسنى لنا تسجيل مرضى آخرين وإتاحة الفرصة لهم للمعاينة من قبل الأطباء الاستشاريين. وعلى رغم أن إدارة المجمع وفرت قاعات للانتظار في العيادات الخارجية، فإن المرضى ومرافقيهم، يصرون على الوقوف في الممرات وأمام غرف العلاج، ما يعوق عمل الممرضات ويسبب الكثير من الإزعاج والفوضى، الأمر الذي يؤثر بدوره على عمل الاستشاريين».

وطرق المسئولون مسألة ازدياد المترددين على دائرة الحوادث والطوارئ والذين لا تستدعي حالتهم خدمات الطوارئ. إذ «يعاني قسم الحوادث من كثرة المرضى المترددين الذين ليسوا بحاجة إلى الطوارئ. وهذا بحد ذاته يمنع الكثيرين ممن هم في أمس الحاجة إلى خدمات الطوارئ، ويعرقل مهمات العاملين في القسم، ويتسبب في حدوث فوضى، وهو ما نراه كل يوم».

وفيما يتعلق بدراسة احتياجات المرضى والتعرف على مشكلاتهم فإن «المحور الرئيس لخدمات السلمانية هو المريض، وهدفنا دائما يتركز على تقديم أفضل الخدمات وذلك ضمن الموارد المتاحة. ومن المعروف أن أهم مؤشرات النجاح في أي قطاع خدمات، هو رضا الزبائن عن الخدمات المقدمة. ولذلك، أجرى مجمع السلمانية الطبي عدة دراسات في هذا الجانب، من أهمها دراسة عن «رضا المرضى بخدمات العيادات الخارجية» إذ شملت الدراسة 860 مريضا تمت مقابلتهم ووجهت إليهم عدة أسئلة عن العيادات الخارجية، والمواعيد والسجلات الصحية، وتعامل أعضاء الفريق الصحي معهم. والهدف من الدراسة أساسا، هو التعرف على النواقص والمشكلات التي يتعرض لها المريض. كما قررت الإدارة إجراء مسوح للتعرف على آراء المرضى المدخلين إلى المستشفى، وذلك في إطار سعيها إلى التعرف على احتياجاتهم وشكاواهم».

كما أن «الصحة»، من أكثر الوزارات التي تواجه نقد الناس - فرضا الناس غاية لا تدرك - فهي من أكثر الوزارات التي يخاطب موظفوها الصحافة، وأكثرها تقلبا في الأحوال. ولربما كانت الحقبة الماضية التي مرت بها الصحة، الدليل على كل هذا

العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً