سيناريو الهجوم الإنجلو أميركي على العراق طويل وعسير ويدخل في طياته ملفات القوة ممزوجة مع الخباثة والدهاء وهذه هي تماما لعبة الكرة السياسية التي هي فن التعامل مع الواقع وفق مقتضيات الظروف وملابسات الحوادث المحيطة، فالتصرف هو سيد الموقف. وهذا هو صميم الخطة الاستراتيجية التي بنى التحالف فرضياتها على أسس وهمية خيالية تبرز مدى خطر الهجوم المتوقع والمحتمل من النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين بذريعة سعيه لامتلاك أسلحة دمار شامل سواء كانت بيولوجية أو كيماوية أو إشعاعية، ورواية محاولته امتلاك مادة البلوتينيوم من النيجر. ومن تداعيات الحرب انتحار خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي الذي توفي في ظروف غامضة. والتهديدات التي تعرض لها من وزير الدفاع البريطاني جيف هون وعلاقة جميع تلك الحيثيات بذريعة بريطانيا في أسلحة صدام.
يعود الجدل مجددا يخيم على الشارع البريطاني بشأن مدى صدقية الحكومة برئاسة طوني بلير الذي ادعى أن العراق قادر على إطلاق «السلاح المدمر» في غضون 45 دقيقة وأنه يجب على الولايات المتحدة وبريطانيا التحرك سريعا لإجهاض هذه الكارثة. ووصفت هذه الادعاءات بأنها مضخمة ومبالغ فيها.
فصول الرواية جميعها تمهد لحقيقة المبررات المزعومة، لكن وبعد رحلة طويلة كانت الولادة العسيرة والمخاض الطويل الذي أتى بمردود وان كان متأخرا، لكن مثمرا وفاشلا في الوقت نفسه وإن اختلفت أسبابة. فقد جاء حينما أقر المبعوث البريطاني الخاص إلى العراق جيريمي غرينستوك بخطأ تقدير حكومة بلاده بخطورة صدام فيما يتعلق بامتلاكه مخزونا من أسلحة الدمار الشامل قبل الحرب
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ