العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

عندما يتحول البحريني إلى بطاطا مسلوقة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قرأت بإمعان ما صرح به وزير الكهرباء والماء من أن هناك حملة صحافية منظمة ضد وزارته... اعتقد ان الوزير لم يكن موفقا في توصيف الوضع الصحافي. فقلما تجد مسئولا لا يشتكي من نقد الصحافة، وكلما رحنا ننتقد وضعا معينا راح الوزراء يبكون من «المؤامرات الصحافية»، اعتقد ان نظرية المؤامرة أصبحت نظرية قديمة، وكل وزير يجب ان يسعف وزارته باصلاحات حقيقية.

وزارة الكهرباء تريد من الناس - وفي ظل هذا الحر اللافح - ان يستقبلوها حال انقطاع الكهرباء بالقبلات وإلقاء الفل والياسمين. نتمنى من الوزير ان يخرج من مكتبه ويمكث ساعة واحدة مع الناس حين انقطاع الكهرباء. الناس في البيوت تتحول إلى «بطاطا مسلوقة» والوزير يطالب بالانصاف. الوزير يقول: «ان ما أكدناه في السابق ونكرر تأكيدنا له هو أن وزارة الكهرباء والماء قد اكملت استعداداتها لهذا الصيف من ناحية صيانة محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه ومع ذلك لا يمكن ان نضمن عدم حدوث أي طارئ»... نحن نعلم ان موظفي الكهرباء يعملون - على رغم رواتبهم المتدنية التي لا ترقى إلى راتب الأجنبي الذهبي - على تغيير واقع وزارة الكهرباء، ولكن هذا لا يجعلنا نقابل المسئولين بالاهازيج وتوزيع «الشوكولاتة» عند انقطاع كهربائنا البحرينية... بودنا ان نقابلهم بالزينة على طريقة فرح المعاريس، ولكن للأسف، الكهرباء مقطوعة وليس هنالك سبيل لوصول سيدة الحسن والجمال الحاضرة الغائبة أعني بها كهرباء وزارة الكهرباء.

الوزير قال انه قام باجراءات لتصحيح وضع الوزارة من أي خلل حدث في الماضي، اذ اكد انه اتخذ عدة اجراءات لمنع أية عملية فساد إداري وتأكيد الشفافية، وأوضح انه وفي اطار الانضباطية جرى تدوير الكثير من موظفي الوزارة... الخ. اعتقد ان كلام الوزير كلام عام ونحن في المجتمع تعودنا على الكلام العام. ما هو مطلوب من وزارئنا الاعزاء هو البوح بالمعلومات التفصيلية عن حالات التطوير وعن عدد البحرينيين الذين حصلوا على ترقيات ومَنْ مِن الموظفين حصل على كعكة المناصب؟ وكم عدد الأجانب في الوزارة، وكم يتقاضون؟ ولماذا لا تقوم الوزارة بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية بطرح الاسماء المرشحة سنويا للتوظيف والترقية والبعثات و...؟

الغريب في الأمر ان المسئولين يقابلون كل هذه الأسئلة بالصمت. الوزير يقول: في العامين الماضيين تبدل الوضع كثيرا. ونحن هنا نشكره ولكن نريد ان نرى تبدل الوضع عبر قراءة احصاءات دقيقة وأرقام معنوية بالاسماء الثلاثية وفي الصحافة. أما الكلام في المطلق فهو بمثابة من يبيعك السمك وهو في البحر.

نحن نحب ان ننصف الوزارة اذا انصفتنا باعطائنا معلومات تفصيلية عنها. طبعا محطة الحد كانت تحتاج الى مصباح علاء الدين ولكنا تعشمنا خيرا هذا العام وقلنا لربما يتغير الوضع ولكن على رغم ذلك بدأت انقطاعات الكهرباء تذكرنا بالوزارة المعتقة كل ليل وكل صباح! لقد اصبحت الوزارة تأتينا مع الكوابيس. تنطام ليلا وتستيقظ صباحا وانت عبارة عن بركة عرق! أول ما تفكر في وزارة الكهرباء وفي تصريحات المسئولين فتقول: سامحهم الله. لو كنت مكان الوزارة لما صرحت بشيء عن الانقطاع وتلك هي مشكلة الوزارات الخدمية، فالكهرباء تعمل عملها كل صباح في تصريحات العلاقات العامة، وزارة الاعلام لا يمكن ان تخفي على الناس الحقيقة لأنها كل يوم تعرض نفسها على الناس عبر برامجها وهذا شيء لا يمكن اخفاؤه وهكذا بقية الوزارات الا الوزارات التي لا تراها إلا عبر صور مسئوليها في الصحافة.

سؤال أخير للوزير: كم مساحة البحرين بالنسبة الى الدول الصغيرة فضلا عن الكبيرة؟ انها مجرد قرية صغيرة وعلى رغم ذلك لا نسمع في القرى الصغيرة في تلك عن انقطاعات للكهرباء بهذا الحجم. نظرية المؤامرة والتفسير التآمري لن يقطع أرضا ولن يبقي ظهرا ولن يرجع كهرباء.

دعونا نقوم بالتصحيح بشفافية بعيدا عن «البرستيج» وان «كل شيء صح يافندم»... لو جئنا لمشكلات الكهرباء فمشكلاتها كثيرة، وبين فترة وأخرى نسمع عن مواطنين تنفجر في وجوههم محطات قديمة لا تشترى حتى في «سوق المقاصيص»، وعلى رغم ذلك، فالكهرباء لا تسمع، لا ترى، لا تتكلم. أما عن التمييز في التوظيف فهذا ما سنتكلم عنه عند حديثنا عن جزر «الواق واق». هل سيتم اتخاد قرار لتسديد اكثر من 3000 طبيب بحريني ام ستتبخر مالآمال كما تبخرت سابقا مع كل صيف ساخن

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً