العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

ثلاثة سيناريوهات ترسم مستقبل العراق

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

يتحدث مسئولون سابقون وخبراء أميركيون عن سيناريوهات للوضع في العراق في أعقاب تسليم السلطة في ظل وجود نحو 150 ألف من قوات الاحتلال الأميركي. ويقول هؤلاء إن تسليم السلطة يمكن أن يفتح الباب إلى السيادة أو الديكتاتورية أو الفوضى.

وأول السيناريوهات التي يجري تداولها هو أن يكون العراق مستقرا نسبيا، ليصبح مزدهرا ويتحرك إلى الأمام على غرار الوضع الأفغاني الحالي، ويتدفق النفط وتقل هجمات المقاومة، فيما يخلد الأكراد والعرب السنة إلى الهدوء ويعملون في نطاق بنيان السلطة الجديدة، إذ تكون القوات الأميركية في معظمها غير مرئي تشعر بالضجر في قواعدها.

أما السيناريو الثاني فهو أن العراق لا يواجه حالا من التجزئة إلا أنه يدخل في نظام حكم ديكتاتوري أكبر مما ترغب فيه الولايات المتحدة، وتكون العلاقات مع واشنطن والقوات الأميركية متوترة وتظهر تحركات معادية للعراقيين وانتهاكات لحقوق الإنسان في الوقت الذي يلجأ فيه القادة الجدد إلى عادات النظام السابق، ولكن الخدمات الأساسية تتحسن.

أما السيناريو الاخير فيشير إلى أن العراق سيبقى حتى صيف 2005 يترنح تحت «تشدد إسلامي» غير مسيطر عليه... إنه في المراحل الأولى للتمزق مع سقوط أجزاء من أراضيه تحت نفوذ تركيا، إيران، وجيران آخرين. وتؤجل الانتخابات ويكون هناك فشل في تحقيق وحدة سياسية، ويلوح في الأفق شبح حرب أهلية.

ويقول معظم الخبراء الذين يتنبأون بتلك السيناريوهات إن التحديات التاريخية التي يمثلها العراق إضافة إلى الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة منذ احتلال العراق تجعل السيناريو الأول بعيد التحقق، بينما الدلائل على التصميم العراقي لرؤية الأمور تتحسن يجعل السيناريو الثالث أكثر بعدا.

ويعتقد بعض المتفائلين أن من الممكن تدهور الأمور ليكون السيناريو الثالث هو الممكن كما يقول جون أولترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي سبق له العمل في إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية. وربما يكون العامل الأكثر حسما هو كيفية شعور العراقيين المنخرطين في العمل تجاه الإصلاح في بلادهم بعدما يمكن أن يكون من المؤكد أن هناك عاما آخر من التغيير والأمور غير المؤكدة. ويقول الخبراء إن العوامل السياسية وليس العسكرية هي التي ستكون حاسمة في تقرير طبيعة الأوضاع.

ويبدو أن الخبراء بشأن العراق يتفقون على نقطتين هما أنه لن يكون منارة للديمقراطية في المنطقة كما وعدت حكومة بوش وأن ما سيحدث في انتخابات الرئاسة الأميركية لن يكون له سوى تأثير ضئيل على مصير العراق. ويقول الخبير في مؤسسة هيريتيج اليمينية، جون هالسمان إن «فكرة ديمقراطية جيفرسون بعيدة جدا عن الصورة وحتى لا تدخل في قائمة السيناريوهات»، ويضيف «إن ما قتلها هو أبوغريب»

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً