العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425هـ

«دادا» ميغاواتي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

جاء تقدم وزير الأمن الإندونيسي السابق سوسيلو بامبانغ يودو يونو على رئيسة اندونيسيا الحالية ميغاواتي سوكارنو دليلا على استياء الشارع الاندونيسي من وضعه الاقتصادي الذي لايزال يؤرقه حتى اليوم في ظل تفاقم ملف المؤامرات وتغذية الحركات الانفصالية الذي يسعى الى تفكيك دول جنوب شرق آسيا ومنها اندونيسيا بحجة «الاستقلال».

طبعا المستفيد الأول من تدهور الاوضاع بشكل عام في هذه البقعة من العالم هي الولايات المتحدة. فتفكيك دولة مثل اندونيسيا التي تحتضن اكبر تعداد سكاني لمعتنقي الاسلام اي اكثر من 220 مليون مسلم هو في واقع الامر يساهم في بسط النفوذ الاميركي على ثروات هذا البلد الطبيعية والنفطية الذي للأسف لايزال يعيش ابناؤه تحت خط الفقر.

فالخسارة التي لحقت بميغاواتي في انتخابات الجولة الأولى للرئاسة انما هي رسالة أخرى كونها لم تفِ بوعودها التي قطعتها على نفسها من أجل شعبها الذي منحها فرصة واحدة... وقد تكون الأخيرة للسعي من أجل ذلك.

وميغاواتي التي لجأت الى أنصارها في مدينة سيمارانغ في «جاوة» تفاجأت بعدم قبول وعودها أو التفاعل معها اذ لم تتلق الدعم الكافي بل انها بدت في واقع الامر غير مرتاحة في لقاءاتها التلفزيونية والصحافية إلى قناعتها بفرصها الضئيلة بالاحتفاظ بمنصبها الذي قد تخسره في جولة الانتخابات الثانية المقررة في سبتمبر/ ايلول المقبل.

إن كانت انتخابات الرئاسة للجولة الأولى قد اتسمت بالهدوء وبنقلة نوعية من النظام الدكتاتوري الى الديمقراطي الذي شهدته اندونيسيا - على حد تعبير الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الذي كان مراقبا دوليا على الانتخابات - فإن مفاجآت الملف السياسي الاندونيسي قد تحمل الكثير خلال الاشهر المقبلة. وقد تكون ميغاواتي التي لم تفارق مروحتها التقليدية (كيباس) في احد مراكز التصويت بصورة قلقة خلال الجولة الأولى تنظر بنظرات وداعية لاخفاق مهمتها إلى خيبة الامل التي اصابت أنصارها... كل ذلك على الطريقة الاندونيسية «دادا ميغاواتي»

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً