العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425هـ

مهرجان ناوة بالصويرة احتفى بتمازج الألوان والإيقاعات

المهرجان ينهي فعالياته وسط اهتمام إعلامي واسع

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

أسدل نهاية الأسبوع الماضي الستار على مهرجان ناوة والموسيقى العالمية في دورته السابعة الذي احتضنته مدينة الصويرة على الساحل الأطلسي المغربي على مدى أربعة أيام.

ومرة أخرى، نجحت الصويرة، في أن تكون القبلة المفضلة لعشرات الآلاف من عشاق فن ناوة ومن مختلف بقاع العالم، جاءوا كلهم ليجددوا لقاءهم فيما بينهم من جهة، ومع مجموعة من «المعلمين» من فقهاء الموسيقى، وفنانين ممثلين لأروع تجليات الموسيقى العالمية من جهة أخرى، وليستمتعوا بلقاءات موسيقية شكلت تمازجا رائعا بين موسيقيين ناويين بآلاتهم الموسيقية التقليدية وموسيقيين غربيين بآلاتهم العصرية.

وهكذا كانت الجماهير، خلال هذا المهرجان على موعد مع مجموعات موسيقية عدة، ضمنها مجموعات ناوة المندمجة مع مجموعات موسيقية أجنبية، في مقدمتها مجموعة «ناوة فيوجن» بمعية موسيقيين بلجيكيين، ومجموعة «هو باهو باسبيريي»، وهي تتويج لعلاقة تربط بين خمسة موسيقيين مغاربة معجبين بموسيقى الروك والريغي، إذ قرروا سنة 1998 إدماج هذين النوعين في قالب ثقافتهم المغربية، فظهر نمط «جيحا ميوزيك» تتناسق فيه أنغام القيثار الكهربائية وإيقاعات ناوة أو الشعبي، وأيضا مجموعة «دايزين»، بالإضافة إلى مشاركات أخرى من مجموعة من الدول، كفرقة «جاوجوبي» من مدغشقر، ومشاركة مجموعتي «فلامنكو كارل بين فنيت» و«تينودي خيرالدو» من اسبانيا.

في هذا المهرجان وحدت موسيقى ناوة بين الجميع، إذ اتحدت الأرواح والأجساد، على إيقاع الموسيقى الناوية، وانصهرت الحدود، وتوحدت القلوب، إذ غنى ورقص الجميع، مغاربة وأجانب، جماعة، على رغم اختلاف لغاتهم ودياناتهم وأجناسهم، ولم ينحصر الغناء أمام الأمكنة المخصصة أصلا لأنشطة المهرجان، بل تحولت كل فضاءات الصويرة، إلى محفل للموسيقى، فبعد انتهاء الحفلات الموسيقية، تشرع المجموعات الغنائية المكونة من شباب والقادمين من مختلف ربوع المغرب، في العزف على آلاتهم، كأنهم يؤكدون استمرار لحظات الفرح والغناء من دون انقطاع، قبل أن يخلد بعضهم للنوم على شاطئ الصويرة، يفترش رمالها الذهبية في انتظار الحفل الختامي.

ويدل مستوى الحفلات المنظمة خلال هذه الدورة السابعة التي عرفت مواكبة عشرات من ممثلي الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية من مختلف أرجاء العالم على التطور الذي ما فتئ المهرجان يسجله سنة بعد أخرى. كما تدل على الانتشار الذي حققته موسيقى كناوة لدى الجمهور المغربي والأجنبي وخصوصا اللاتيني منه. وبحسب المنظمين فـ «إن حماس الموسيقيين للمهرجان - الذين يعتبرون أفضل سفراء له - لهو أفضل مؤشر على أن الصويرة أصبح بإمكانها الآن أن تنافس المهرجانات الموسيقية الدولية المعروفة»، معتبرين أنه على غرار تقاليد موسيقية أخرى، أصبح من حق مدينة الصويرة الآن تأكيد الموسيقى العريقة لكناوة بإمكانها أن تجد موطئ قدم لها في عالم موسيقى الجاز، وكذلك ضمن أصناف فنية أخرى من موسيقى العالم، فضلا عن البرهنة على أن بإمكانها أن تتطور عن طريق التمازج من دون أية عقد أو تخوف من أن تفقد هويتها وخصوصيتها، وبالتالي «فليس من قبيل الصدفة أن تكون الصويرة هي المدينة التي تحتضن هذا الفن الرائع الذي يبهر العين والسمع. فالانفتاح والمشاطرة ليسا أمرا جديدا بالنسبة إلى الصويريين ولكنهما ثمرة رهان ناجح. وهذا ما عكسه توافد الجمهور على مدينة الصويرة بهذه المناسبة، إذ تم تحطيم الأرقام القياسية السابقة ووصل عدد من تتبعوا فعاليات المهرجان بحسب التقديرات إلى نحو 400 ألف شخص خلال الأيام الأربعة لهذه التظاهرة».

وبالإضافة إلى السهرات اليومية لفن غناوة، نظمت على هامش المهرجان الكثير من الندوات، أبرزها كانت ندوة خصصت للأدب الهامشي في المغرب وأبرز رجالاته الراحل الأديب محمد شكري.

يذكر أن مهرجان الصويرة يعتمد بالأساس على موسيقى وفن غناوة المغربي ذي الجذور الافريقية الذي ساهمت مهرجانات المغرب في الارتقاء به إلى العالمية.

في هذا الصدد يقول المدير الفني لمهرجان الأوداية لموسيقى الجاز الفنان مجيد بقاس «ان مهرجانات موسيقى كناوة التي تنظم في المغرب ساهمت في إشعاع هذا اللون الموسيقي على المستوى الدولي بعدما كانت موسيقى كناوة مهمشة، وكان محترفوها مهمشين فأصبح للمعلمين بفضلها صيت عالمي، وأضحت الدعوات توجه إليهم للمشاركة في أشهر المهرجانات العالمية، كما أن كبار مغني موسيقى البوب يأتون إلى المغرب للاستيحاء من هذه الموسيقى».

من جهة أخرى، أشار الفنان مجيد بقاس في جلسة مع «الوسط» إلى أن هذه الموسيقى أصبحت تعرف نوعا من التمييع، بسبب تطفل بعض الفنانين على هذه الموسيقى وخصوصا منهم الأجانب الذين يحاولون المزج بين الموسيقى الغربية كما يعزفونها وموسيقى كناوة من دون مراعاة لخصوصياتها المنفردة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً