العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425هـ

جيروم «لوكينغ فور شانو»

عندما تسلّم جيروم سافاري إدارة الأوبرا الملهاة في باريس العام 1998 عمل على قلب هذا المكان الذي اعتاد على أعمال نخبوية. جيروم سافاري المدافع عن مسرح شعبي متميز جذب جمهورا غفيرا عجّت به القاعتان. وتناوبت على خشبة المسرح تشكيلة من الممثلين البارعين كانت على موعد مع المشاهدين. تغير الديكور وخرجت الأزياء عن المألوف ورافقت الأعمال موسيقى صاخبة مع عوامل للزينة بألوان زاهية. فالمخرج يحرص جدا على الممثلين. «رجل ما أحب هو ضحك المشاهدين في القاعة، لا همّ عندي إن كنت المخرج أو مطلق شخص آخر، تمتعني جدا فرحة الجمهور».

عمل جيروم سافاري باكرا في مختلف أنواع الفنون. طفلا كان يلعب وحيدا في السهول المنبسطة في الأرجنتين ويجترح عوالم ويمسرح حياته. ولد من أم إيرلندية وأب نورماندي وعاش طفلا في الأرجنتين بالقرب من قرطبة. جاء إلى فرنسا في الخامسة من العمر واكتشف عالم المدرسة، لكن المعتاد على الحرية المطلقة ظل على هامش القيود المدرسية وفضل تعلم الموسيقى على رغم قبوله في مدرسة متميزة للفنون التزيينية في باريس.

في السابعة عشرة من العمر ضجر من النظام المدرسي وفضل الموكب الاحتفائي وقام بجولة في فرنسا. اكتشف المسرح بالمصادفة بعد أن عشق إحدى الممثلات، ودخل في الفرقة ليعمل في البداية في الديكور ثم مثّل بعض الأدوار. العام 1965 كوّن فرقته ليكون حرا وكانت فرقة «سيركوس الساحر وحيواناته الحزينة» التي عرفت بمسرحياتها المثيرة.

قاد فرقته في مختلف أنحاء العالم لمدة عشرين عاما وتنقل بين المسارح الشهيرة والبسيطة وحاز على شهرة عالمية.

أخرج مسرحيات لكتاب ملتزمين مثل توبور وأربال وجودوروفسكي في ديكور مثير، متلاعبا مع مختلف عناصر اللهو، وعملت فرقته على إزالة كل ما يقيد الحرية. يقول جيروم سافاري: «المجون هو قاعدة الممثل، كان موليير ماجنا وشكسبير أيضا. ويكمن الجمال وراء المجون كما القوة والفلسفة».

يعود بناء الأوبرا الملهاة إلى القرن الثامن عشر، وهي تحمل نوعا مسرحيا فرنسيا خاصا، تمزج الرقص والغناء والكوميديا. كان الكثير من الممثلين الفكاهيين يسلّون جمهورا باريسيا في حفلات استعراضية. ثم استقبلت مسرحيات كلاسيكية مثل: لا ترافياتا، حكايا هوفمان، كارمن...

في الصيف الماضي عرفت مسرحية «لوكينغ فور شانو» التي قدمت حياة رجل كوبي في نيويورك، نجاحا باهرا بحيث يجعل المخرج يعيد عرضها بعد عدة أشهر من توقفها. في هذه المسرحية يتحدث سافاري عن موسيقي كوبي هو شانو بوسو، عازف جاز ثوّر هذا النوع بإدخاله الإيقاع الأفرو الكوبي. عازف ساكسفون، عمل مع موسيقيين شهيرين مثل شارلي باركر وديزي جيلسبي.

فبين الماضي والحاضر، بين هافانا ونيويورك، تقدم المسرحية وصلات موسيقية مع رقص وغناء. يقدم إلينا سافاري إخراجا دقيقا مع فنانين بارعين. إنها رحلة في زوبعة هوجاء كما هو الحال في مسرح يعاش تماما





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً