أدهشت مملكة البحرين ودولة قطر العالم مرة عندما تجاوزتا خلافهما الحدودي بطريقة حضارية قوبلت برضا الطرفين من دون ترك أية رواسب. كما أن البلدين الخليجيين أدهشا العالم مرة أخرى عندما تركتا هذا الخلاف وراء الظهر وانطلقتا نحو إقامة علاقات تعاون أرحب وأوسع تعود بالنفع على شعبي البلدين في جميع المجالات. بدأت مرحلة الانطلاقة بعقد الدورة الرابعة للجنة البحرينية القطرية العليا المشتركة في المنامة في الفترة 22-32 فبراير/ شباط الماضي إذ تم وضع اللبنة لإقامة الكثير من المشروعات الاقتصادية المهمة بين البلدين. وتوجت الانطلاقة بالزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الحكيمتين وكانت آخرها زيارة أمير قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للبحرين قبل أيام، الأمر الذي أنعش الآمال في رؤية المشروع الأول وهو الجسر المشترك يتحقق ليصل بين شعبين تجمعهما روابط التاريخ المشترك وليقهر عوامل الجغرافية الطبيعية لصالح الجغرافية السياسية. ومن المشروعات المهمة المقترحة أيضا إمداد البحرين بالغاز الطبيعي القطري عبر أنبوب سيكون بمثابة الشريان الذي يغذي روح التعاون المشترك. كما سيوقع البلدان في مرحلة لاحقة اتفاقا لتنظيم الصيد البحري تنعكس إيجابا على هذا القطاع والمورد المهم لاقتصاد البلدين. وكمحصلة نهائية ستؤدي تلك المشروعات إلى توفير مناخ عمل واستثمار ناجح سينعش القطاعين العام والخاص سيولد المزيد من المشروعات المبتكرة. التعاون البحريني القطري سيمتد إلى آفاق أرحب إذ يتوقع أن يلعب البلدان دورا سياسيا مهما في المستقبل القريب وقد انتهجا سبيل الإصلاح قبل أن يصير مطلبا. فقد بدأت المنامة والدوحة في توسيع نطاق المشاركة في الحكم كنموذج فريد في المنطقة عبر إقامة البرلمانات المنتخبة ومن المتوقع أن يصبح لهما دور أكبر في المرحلة المقبلة التي يتوقع أن تشهد المزيد من التغيرات في المنطقة العربية
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 670 - الثلثاء 06 يوليو 2004م الموافق 18 جمادى الأولى 1425هـ