العدد 669 - الإثنين 05 يوليو 2004م الموافق 17 جمادى الأولى 1425هـ

المشروعات الاستثمارية

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعتبر مشروع أسطح الشحن الذي ستقيمه شركة بفاكس للصناعات (PAVXX) باكورة مشروعات استثمارية تتطلع البحرين إلى أن تكون مركزا لها وخصوصا أن المملكة مقبلة على توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية في نهاية العام الجاري والذي سيعطي بموجبه ميزة كبيرة للمصدرين من هذه الجزيرة إلى بقية دول العالم من حيث عدم فرض ضريبة على المنتجات المصنعة في المملكة وبالتالي انخفاض الكلفة، وهي ميزة تتطلع إليها الشركات العالمية التي تغرق الأسواق بمنتجاتها الرخيصة.

وبتقديم البحرين التسهيلات المطلوبة لمثل هذه المشروعات فإنها تزيد الأرض خصوبة خصوصا للمستثمرين الراغبين في استثمار أموالهم في مشروعات صناعية مضمونة وذات مردود جيد ولذلك يجب على المملكة ليس فقط الاستعداد لاستضافة مثل هذا المشروع وإنما توفير الأرضية اللازمة من أجل استقطاب اكبر عدد ممكن منها من ضمنها ترويج البحرين كمركز خدمات تتوافر فيها جميع متطلبات الشركات وهذا بدوره يلقي علينا مسئولية ثقيلة لضمان توافر الكهرباء والماء والاتصالات والعنصر البشري المؤهل.

وإذا عرفنا أن المملكة لديها واحدة من أفضل شبكة للاتصالات قامت ببنائها شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) ولدينا آلاف الشباب (العاطل) الذين يبحثون عن عمل يجب علينا العمل بكل ما أُوتينا من قوة لجذب مستثمرين لبناء محطات لإنتاج الكهرباء والماء، لأنه من دون ذلك لن تقوم للمشروعات قائمة مادامت الكهرباء تنقطع بين الفينة والأخرى على رغم التأكيدات المستمرة التي تنطلق كلما جاء فصل الصيف، ما سيؤثر على خطط وأعمال الشركات الراغبة في اتخاذ البحرين مركزا لها.

أحد الاقتصاديين علّق على انقطاع الكهرباء خلال لقاء مهم بقوله: إن البحرين هي محافظة صغيرة وتنتج نفطا من أرضها وكذلك من حقل مع جارتها السعودية ولديها مصفاة نفط ولديها مصنع ألمنيوم ولم تستطع حتى هذا اليوم تغطية الطلب المتزايد على الكهرباء، فما هو السبب؟ ونحن نسأل كذلك: ما السبب؟ وهل هناك خطة طويلة الأجل تنقذنا من لهيب الصيف وتهدينا وإياكم إلى الطريق المستقيم؟

يتوقع عدد كبير من الاقتصاديين أن البحرين في ظل التجارة الحرة مع أميركا ستجذب عشرات الشركات في الأشهر القليلة المقبلة، ولكن ما لم نقم ببناء أرضية صلبة كما تفعل بعض الدول العربية المجاورة فإن الأمر قد ينعكس ونفقد هذه الفرصة كما فقدنا فرصا كثيرة في السنوات القليلة الماضية واستفاد منها جيراننا على رغم أننا قادرون على اقتناصها.

فالبحرين المتعطشة للاستثمارات الخارجية هي بلد يعتمد على تقديم الخدمات بجميع أنواعها وأن الميناء الجديد الذي يقام في الحد هو إحدى الركائز الأساسية التي يمكن أن تجذب المستثمرين الأجانب، ولكن هذا لا يكفي ما لم تسانده بنية أساسية قوية تشمل جميع القطاعات الرئيسية حتى تسير خطى التنمية في بلدنا الحبيب ونستطيع توفير فرص عمل للمواطنين، إذ إن مشروعا واحدا مثل أسطح الشحن سيوفر نحو 300 وظيفة نرجو أن تكون غالبيتها إن لم تكن جميعها للبحرينيين

العدد 669 - الإثنين 05 يوليو 2004م الموافق 17 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً