العدد 669 - الإثنين 05 يوليو 2004م الموافق 17 جمادى الأولى 1425هـ

أجهزة بث قديمة...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

بعد مرور ثلاث سنوات على المشروع الإصلاحي الذي أطلقه عاهل البلاد المفدى ورفع طوق الصمت والتحفظ عن عدة ملفات في الصحافة المحلية، والتي كانت مصنفة تحت بند «إثارة الشوشرة» نجدها اليوم ما عادت كذلك... وما عادت الأقلام الصحافية تتجاهلها لأسباب كانت معروفة لدى الجميع أبان الحقبة السابقة التي عاشتها البلاد.

إن الصحافة اليوم تطورت أكثر وأكثر... فكثرت الأطروحات والقضايا المحلية بأنواعها وعلى رأسها السياسية على الساحة، بل وتعدد النقد بأنواعه بين جيد ورديء... فما عاد يقاس وضع الصحافي بالأمس كما هو في الوقت الحالي، إذ تغيرت نظرتا السلطة والشارع في آن واحد للصحافي والصحافة المحلية في البحرين.

هذا التطور الذي نتحدث عنه بشأن الصحافة المكتوبة تحديدا لم يشمل التلفزيون ولا حتى الإذاعة، على رغم ما شهدته الصحافة من نقلة نوعية في هذه الفترة وخصوصا مع إصدارات صحف جديدة، أدت إلى التنوع والحث على المنافسة الحقيقية، بينما كانت المنافسة في الماضي فقط في بث ونشر ما يبث وينشر عبر صحف أو وسائل إعلام أجنبية.

ولكن للأسف فإن هذا التغيير والتطور الذي لحق بالصحافة لم يؤثر إيجابا على جهاز التلفزيون. ويبدو أن هذا الجهاز الذي هجرته أعداد ليست قليلة من الكوادر الجيدة في طريقه للانقراض، لأن الحقيقة الأخرى التي يتجاهلها مسئولو هذا الجهاز ورعاته أن كلا القناتين الأرضية والفضائية لا يشاهدهما أحد من البحرينيين إلا ما ندره، إن كان هناك حادث يستحق المشاهدة! كما أن هذا الجهاز لا يسعى إلى تدريب وتطوير كوادره التلفزيونية، وإن فعل فذلك قليل ومحدود وهو يوضح أحد أسباب افتقاد التلفزيون الأساليب الجديدة في التقديم، والجهاز على خلاف ما نشاهده في فضائيات أخرى خليجية تحرص على إبراز صورة المقدم والضيوف بشكل جميل واضاءة كافية وديكور «متعوب عليه» إلى غير ذلك من عوامل الجذب التي تفتقدها برامج تلفزيون البحرين. وهنا نتساءل: عندما قام التلفزيون بتغيير كاميراته القديمة إلى الديجيتال (مُّفكفٍ - ق) منذ سنتين تقريبا... لماذا لم يقم بتغيير أجهزة البث (التي أكل عليها الدهر) بأخرى جديدة؟ أم أن التغيير يحتاج إلى نوع من التقسيط المريح لدى المسئولين في هذا الجهاز؟! أم أن المسألة لا تعنيهم كونهم مسئولين بعيدين كل البعد عن هذا الاختصاص الذي يحتاج إلى أناس يفهمون هذه الأمور (أي أن تكون هذه شغلة المسئول أساسا قبل امتهانه شغلة الرئاسة)... لهذا فإنه من الضروري أن تتغير أجهزة البث وليس لحين أن تكون هناك موازنة، وهي الشماعة التي يعلق عليها المسئولون على الدوام تقصيرهم، وخصوصا أن أجهزة البث القديمة تبين الخلل الواضح فيها في مسألة (الصوت والصورة) لدى المشاهد لهذه القناة، مع العلم أن الفضائيات الخليجية الأخرى سبقت البحرين في ذلك منذ ست سنوات. إن التجديد في مجال الإعلام المرئي مهم كباقي الوسائل الإعلامية الأخرى، إن لم يكن الأهم في وقتنا الحالي وهو الصورة التي تعكس وجه البلد الحقيقي. لقد سبقتنا دول الجوار كثيرا في هذا الجانب ولنأخذ فضائية وتلفزيون دبي الذي استحدث أخيرا أسلوبه في شتى النواحي بصورة ملفتة للنظر، إذ عمل على تغيير وتجديد طاقمه عبر الاستعانة بالخبرات المختلفة (من بينها البحرينية) واستقطاب أسماء إعلامية لامعة، كل ذلك من أجل إبراز صورة إعلامية جديدة تتناسب مع صورة دبي الحضارية... فمتى يلتفت المسئولون إلى ذلك بعد أن أصبحنا على قائمة الدول المتأخرة في هذا الجانب؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 669 - الإثنين 05 يوليو 2004م الموافق 17 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً