على رغم كل ما يشاع عن قوة المقاتل الروسي وصلابته التي تميزه عن الجندي الأميركي، وعلى رغم ما اشتهرت به روسيا من قسوة، فقد مثلت الشيشان غصة في حلق روسيا منذ القدم، فمنذ العهد القيصري وروسيا عاجزة عن حسم القضية الشيشانية سواء أكان ذلك سلميا أو حتى عسكريا.
ومن بين الوسائل التي لجأت إليها روسيا «اغتيال القيادات» ظنا منها أن ذلك سينهي القضية الشيشانية، ويقضي على مطالب الشيشانيين. فكثير هم القادة الشيشان الذين اغتالتهم القيادة الروسية سواء كُشف عن ذلك أم لم يكشف.
أحد تداعيات مسلسل الاغتيالات اختتم الأربعاء الماضي في الدوحة بعد أن وجهت قطر صفعة قوية لروسيا، تمثلت في حكمها بالمؤبد على الضابطين الروسيين المتهمين باغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف، وذلك بعد أن فشلت موسكو في تبرئة نفسها من دمه.
وبحسب الرواية القطرية فقد اعترف الرجلان بتورطهما في اغتيال يندرباييف، بعد أن طرحت عليهما التحقيقات الأدلة التي تثبت تورطهما، ولكنهما بعد أن عرفا أن الحكومة الروسية جندت فريقا قويا من المحامين للدفاع عنهما أنكرا اعترافهما أمام محكمة الدوحة. ولكن جميع محاولات الدفاع فشلت أمام القضاء القطري، على رغم أن موسكو أملت بعد إصدار الحكم في التغيير.
ويبقى السؤال: بعد أن أخذ كل ذي حق حقه من المحاكمة، وبعد التصريحات الروسية، هل ستبقى القضية تلقي بظلالها على العلاقات الروسية القطرية، أم سيتم تجاوز هذه الأزمة دون بقاء أية رواسب؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 668 - الأحد 04 يوليو 2004م الموافق 16 جمادى الأولى 1425هـ