نحن نعيش بالفعل عصر انقلاب الخريطة الكروية على مستوى العالم، فلم تعد هناك فرق صغيرة وكبيرة وإنما كل شيء ممكن في عالم المستديرة الساحرة، التي تستحق بالفعل أن تكون اللعبة الشعبية الأولى.

الصغار يقهرون الكبار ويروضونهم في ساحات القتال الرياضي، وتتحول المنتخبات التي لا تقهر إلى ضيوف شرف في كثير من البطولات كان آخرها بطولة الأمم الأوروبية التي اختتمت أمس.

وبغض النظر عن الفائز بالبطولة فقد أثبتت الفرق المغمورة والتي كانت بعيدة عن الترشيحات أن عالم كرة القدم ممكن فيه كل شيء، وسقطت الفرق الكبرى والقوى العظمة وتحولت إلى ضيوف شرف على البطولة ومن أبرزهم ألمانيا وإيطاليا ثم تبعتهم فرنسا وألمانيا والقائمة طويلة. وتساقط الكبار وتفوق الصغار ليس حكرا على هذه البطولة وإنما هو امتداد للتغير الكبير في الخريطة الكروية والتي كان آخر تجلياتها كأس العالم الأخيرة والتي وصل إلى الدور نصف النهائي فيها فريقان مغموران لم يكن أشد المتفائلين يتوقع عبورهما الدور الأول وهما تركيا وكوريا الجنوبية.

هذا الانقلاب يعطي الفرق التي كانت تسمى صغيرة الفرصة الكاملة لمقارعة عالم الكبار، فكل شيء ممكن في ظل الإصرار والحماس وقبل ذلك كله التخطيط السليم والإعداد الجيد والثقة بالنفس مع توافر الإمكانات البشرية والمادية لقلب المستحيل إلى واقع.

الوضع الجديد يعطينا كل الأمل المشروع لنتوقع من منتخبنا المزيد من التألق والانتقال من العروض المتميزة إلى الإنجازات الحقيقية والتي سيكون بداية المشوار فيها بطولة آسيا المقبلة ويعقبها كأس الخليج وتصفيات المونديال وهي الأهم، فكل التوفيق لمنتخبنا في المرحلة المقبلة