العدد 668 - الأحد 04 يوليو 2004م الموافق 16 جمادى الأولى 1425هـ

الالتزام بالقانون العادل يطور البلاد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

واحدة من أسباب انهمار الأموال في بلدان مثل سويسرا ولندن هو ان تلك البلدان تلتزم بقانون معروف وغير خاضع لأهواء من بيدهم السلطة.

والبحرين حققت نجاحا في مجال القوانين الخاصة بتنظيم المصارف والأموال ووحدات الافشور. وأحد أهم الأسباب هو ارتباط القوانين البحرينية بالمنظومة الدولية في هذا المجال. ولذلك فإن البحرينيين العاملين في المجال المصرفي يحصلون على أفضل المرتبات والمخصصات وفي الوقت ذاته فإن سمعة البحرين باعتبارها مركزا اقليميا ماليا لم تهتز.

اختيار البحرين مركزا اقليميا (للشرق الأوسط وشمال إفريقيا) لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب بعد اجتماع «منظمة التعاون الاقتصادي والاجتماعي» في باريس أخيرا مؤشر على قوة البحرين في هذا المجال.

البحرين نجحت لأنها طورت مواردها البشرية على أساس دولي ولأنها التزمت بالضوابط الدولية في المجال المالي.

ولو أن بنك الإسكان «كان مرتبطا بهذه المنظومة لما حدث فيه من اتهامات بتجاوزات تقدر بـ 45 مليون دينار تنظر فيها المحاكم حاليا». فبنك الإسكان كان خاضعا لظروف الوزارة التي يعمل لها وليس مرتبطا بالمنظومة الدولية التي تحكم النظام المصرفي، ولذلك فإن ما حدث (إذا كان قد حدث) يدل على ان البحرين تستفيد أكثر من انفتاحها على الأسواق العالمية. وعلى هذا الأساس فإننا نؤيد اتفاق التجارة الحرة مع أميركا لأننا سنطبق مواصفات الشفافية الدولية على قطاع التجارة وسيجد البحرينيون فرصا متساوية يحكمها القانون وتقل فيها المشكلات الناتجة عن المحسوبية والمنسوبية وما يحصل في الخفاء من دون حسيب أو رقيب.

إن البحرين مؤهلة لأن تكرر نجاحها الذي حققته في المجال المصرفي وتثبت أن العامل البشري والقانون العادل هما اساسا النمو فلو كنا سنقارن ما لدينا مع ما لدى غيرنا من امكانات مالية فإننا أقل من دبي مثلا التي خطت خطوات كبيرة وأصبح لها ناتج قومي (للإمارة وحدها) ضعف ما لدى البحرين. بل إن دبي شرعت في استكمال مرفأ مالي ضخم جدا أفضل مما لدينا في البحرين، ولكن الاختيار وقع على البحرين لاننا نمتلك الموارد البشرية العالية الخبرة والتدريب ونمتلك القوانين التي اختبرتها الدوائر المالية الدولية ووثقت بها.

وكانت دبي فصلت اثنين من الخبراء البريطانيين المرموقين واللذين استعانت بهما لتنظيم المرفأ المالي لديها، ولكن فصلهما الشهر الماضي أثر كثيرا في عدم صعود نجم دبي في هذا المجال.

إن ما حدث أخيرا يدل على أننا قادرون على الصعود إلى أعلى المستويات وأن نحظى بدعم دولي لمكانتنا عندما نتحرك على أساس مهني رفيع المستوى، والتحدي هو ان نكرر نجاحاتنا في القطاع المصرفي في القطاعات الأخرى جميعا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 668 - الأحد 04 يوليو 2004م الموافق 16 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً