ينتقد هذا الفيلم حروب البلقان، مستعرضا الأسباب التي أدت إلى قيامها مسلطا الضوء على ضعف البعض وسهولة انقيادهم لآخرين، وحماقة بعض مؤسسات الدولة، كما يحاول إيصال فكرة مفادها أنه بمجرد أن ينفجر جانب الشر في النفس الإنسانية، يبدو وكأن الفساد والدمار اللذين يحدثهما لا نهاية لهما، ويبدو وكأن طريق الشر لا عودة منه.
يطرح هذا الفيلم أيضا الكثير من الأسئلة مثل: أين تكمن الحقيقة؟ هل هي مع من يملك قوة السلاح؟ وهل هو صحيح أن الأمم المتحدة التي تملك القوة الأكبر في هذا الشأن، لا تملك في واقع الأمر أية قوة أو سلطة لأنها لا تتخذ أي موقف ولا تنحاز لأية جهة؟ وهل كان قائد قوات الأمم المتحدة البريطاني حكيما حين قرر عدم التدخل في هذه الحرب؟ ألم تكن النتيجة واحدة على رغم كل الجهود التي بذلت؟ وماذا عن الإعلام الذي كان يعرض تقصير قوات الأمم المتحدة، هل تمكن من أن يفيد أي أحد، أم أنه خدم نفسه فقط؟ وهل كانت القوات الفرنسية المتحمسة أكثر نفعا من البريطانيين؟ وإذا كان الأمر كذلك فماذا كانت النتيجة؟
يبدو الفيلم مسرحية أكثر من كونه فيلما سينمائيا، كما احتوى على الكثير من مشاهد القتل لكنها لم تكن دموية بشكل كبير، بل محزنة تفطر الفؤاد. الفيلم رائع يمكن مشاهدته «في نفس واحد» من دون أن تشعر بمرور الوقت، لكن ما ينقصه هو وجود صور أكثر إثارة وجذبا من تلك التي ظهرت على غلاف قرص الفيلم «الدي ي دي»، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن هذه الصور قد تكون مضللة للمشاهد الذي لا يستطيع ربطها بمحتوى الفيلم إلا حال انتهائه من مشاهدته
العدد 667 - السبت 03 يوليو 2004م الموافق 15 جمادى الأولى 1425هـ