في واحد من سلسلة الزوابع المتتالية التي أثارتها المطربة والممثلة روبي منذ بداية احترافها الغناء وكليباها الفاضحين «أنت عارف»، ثم «ليه بيداري كده»... فجرت روبي أزمة جديدة مع الرقابة على المصنفات الفنية المصرية من خلال فيلمها الجديد «7 ورقات كوتشينة» الذي تقوم ببطولته المطلقة مع الفنان الشاب خالد أبوالنجا.
الرقابة هددت بعدم عرض الفيلم جماهيريا إلا بعد حذف 17 مشهدا و3 أغنيات من الفيلم، ما اعتبره مخرج الفيلم شريف صبري أمرا تعسفيا وسيخل كثيرا بالبناء الدرامي للفيلم، ولكن الرقابة ظلت مصممة على موقفها الواضح، بعد أن أكدت أن المشاهد المحذوفة هي مشاهد أقل ما توصف به بأنها ذات إباحية شديدة ومخالفة للذوق العام وتخدش الحياء.
وبعد صولات وجولات كثيرة حاول فيها المخرج المسئول الأول عن كل تحركات روبي في الوسط الفني ومخرج أغنياتها المثيرة شريف صبري، الحيلولة دون حذف هذه المشاهد والوصول لحل وسط يرضي جميع الأطراف باءت هذه المحاولات بالفشل الذريع، بعد أن هددت الرقابة المصرية بعدم عرض الفيلم نهائيا إذا لم يمتثل المخرج لقرارات الرقابة وهو ما حدث فعلا في النهاية على طريقة «نص العمى ولا العمى كله!» وخصوصا أنه مؤلف ومنتج الفيلم أيضا.
رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المصرية مدكور ثابت يقول لـ «الوسط» عن هذه الأزمة: «لقد تمت الموافقة على عرض الفيلم بعد حذف 3 أغنيات وتنفيذ 17 ملحوظة أكدها الرقباء، وما كان الفيلم سيعرض من دون تنفيذها أبدا، لأنها تحمل الكثير من الاسفاف والعبارات الجنسية الفاضحة والمشاهد الساخنة التي لا تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا العربية والشرقية».
ويضيف ثابت «لقد جاء القرار بإجماع أعضاء لجنة مجلس شورى النقاد التي عقدت جلسة طارئة للبت في قرار عرض الفيلم من عدمه بعد تسرب معلومات كثيرة عن سخونة حوادث الفيلم للرأي العام ما حدا بالبرلمان المصري أن يقدم طلب إحاطة عاجل بضرورة التشديد على مراعاة التقاليد العامة في الفيلم قبل التصريح بعرضه بعد أن فوجئ المشاهد المصري والعربي بنوعية الكليبات الساخنة التي تقدمها روبي وتخدش الحياء».
ويوضح عضو المجالس القومية المتخصصة نبيل لوقا بباوي وهو أحد أعضاء اللجنة التي أصدرت قرارها بالعرض بعد حذف مشاهد معينة «أن ما شاهدناه ليس فيلما، بل هو مجرد استغلال تجاري رخيص لنجاح روبي في الكليبات التي صورتها، والفيلم في الإجمال مجرد حدوتة تافهة لا ترقى إلى أن تكون فيلما، فليس هناك تمثيل، إخراج أو حتى قصة».
ويضيف قائلا «كان من الممكن رفض عرض الفيلم نهائيا، ولكن هذا المنع سيعطي الفيلم أهمية لا يستحقها لأن الممنوع مرغوب، فوافقنا على عرضه بعد تنفيذ الشروط التي وضعتها الرقابة حتى يرى الناس بأنفسهم لأي مدى الفيلم تافه ويلفظه الناس بأنفسهم».
الفيلم يحكي قصة الفتاة «نور» التي تجسد شخصيتها روبي التي تتعرف على الشاب الفقير «أحمد» وهو شاب لعوب يرث فجأة قصرا كبيرا عن جده الذي توفي، فينتقل للعيش فيه مع صديقه المصور الذي تخصص في تصوير جده في القصر أثناء لقاءاته مع عشيقاته، ومن خلال الكثير من المفارقات تنشأ قصة حب بين نور وأحمد ويحاول مساعدتها على تحقيق حلمها في أن تكون مطربة مشهورة.
يذكر أن الفيلم في البداية كان يحمل اسم «الشقة» ورفضته الرقابة على المصنفات الفنية منذ أن كان مجرد سيناريو، لأنها اعتبرته كما جاء في تقريرها «يصور النساء المصريات في صورة سلبية، أسهب فيها المخرج من خلال إظهار العري والدعارة بصورة فجة ومبالغ فيها للغاية والفيلم في الاجمال يعتبر مخالفا للآداب العامة وبه الكثير من المشاهد المخلة».
إلا أن المخرج ضرب بكلام الرقابة عرض الحائط وانتهى فعلا من تصوير الفيلم من دون الحصول على التصريح الرقابي ليتقدم بعدها بالنسخة الكاملة من الفيلم للتصريح بالعرض! وهو ما أثار حفيظة الرقابة وأحدث كل هذه الضجة، ففي حال التزم المخرج بتنفيذ ملحوظات الرقباء على السيناريو الأصلي قبل التصوير، لكان تغير الوضع.
من ناحية أخرى، أكد كل من روبي والمخرج شريف صبري لـ «الوسط» أن قرار الرقابة مجحف للغاية ولا يتفق مع الإبداع الفني الذي يحتويه الفيلم، لأن هناك أفلاما مصرية أخرى أكثر جرأة لم يعترض عليها أحد، والاعتراضات التعسفية التي نالت الفيلم من وجهة نظرهما جاءت نتيجة مباشرة للحملة القوية التي تعرضت لها روبي عقب عرض كليبها الأخير «ليه بيداري كده» الذي أثار ردود فعل عنيفة في الوسط الإعلامي المصري والعربي، إذ اعتبر أحد طلبات الاحاطة التي قدمها بعض أعضاء مجلس الشعب المصري (البرلمان) أن روبي ومثيلاتها بما يقدمنه من إسفاف وعري وابتذال يمثلن «خطورة على الأمن القومي».
يذكر أن روبي تواجه الكثير من الدعاوى القضائية في مصر لعل أهمها القضية رقم 116 جنح عابدين بالقاهرة، والتي حررت ضد رانيا حسين توفيق الشهيرة بروبي، من قبل نقابة المهن الموسيقية المصرية لممارستها الغناء من دون الحصول على تصريح من النقابة إلى جانب ظهورها في الأغاني المصورة بشكل يسيء للفن والفنان المصري.
هذا وتلاحق نقابة المهن الموسيقية أيضا المخرج شريف صبري الذي يتبنى صوت روبي ومالك الشركة المنتجة لأعمال روبي الغنائية لمخالفته القانون بالإنتاج لصوت غير مقيد بجداول النقابة، وهو ما يجعل الشركة تقع تحت طائلة القانون.
وهناك دعوى قضائية أخرى مقامة من الملحن أحمد الجبالي المكتشف الأول لروبي والذي يطالبها فيها بتعويض قدره 5 ملايين جنيه مصري لإخلالها بالعقد المبرم بينهما قبل أربع أعوام باحتكارها فنيا، وهو ما لم تلتزم به روبي ووقعت عقد احتكار آخر مع شريف صبري
العدد 667 - السبت 03 يوليو 2004م الموافق 15 جمادى الأولى 1425هـ