اليوم يسدل الستار على كأس أمم أوروبا لكرة القدم في البرتغال وينتهي معها الهوس الكروي الذي اجتاح العالم على مدى ثلاثة أسابيع عشنا خلالها أجواء مشابهة لكأس العالم مع تفوق أوروبي في المستوى والفنون الكروية التي قلما نشاهدها في المونديال العالمي.
ومن الصدف النادرة في عالم الكرة أن يتكرر سيناريو لقاءات الافتتاح في الختام وهو ما سيحدث عندما تلتقي البرتغال «المضيفة» واليونان «الحصان الاسود» على رغم ان المنتخبين كانا خارج الحسابات والاضواء قبل البطولة.
ولا نبالغ إن قلنا إن الكثيرين لم يعرفوا بمشاركة اليونان في البطولة الأوروبية قبل إنطلاقتها وحتى عندما فازت على البرتغال في لقاء الافتتاح اعتبروها مجرد مفاجأة عابرة، لكن ابناء حضارة (الأغريق) كانوا يتقدمون بهدوء ويتجاوزون عقبات الكبار والأقوياء حتى بلغوا النهائي على غرار مثلنا الشعبي (جاء يطل غلب الكل).
ما حققه اليونانيون حتى الآن يعتبر انجازا وإذا ما فازوا اليوم فسيكون اعجازا في تاريخ الكرة الأوروبية، وسيحفرون العام 2004 بأحرف من ذهب لبلادهم في العالم لأنه شهد اعجازهم الأوروبي وكذلك استضافتهم للأولمبياد الشهر المقبل ومعه يعود الحديث العالمي الكبير إلى مهد الحضارات الرياضية العالمية.
وما فعله منتخب اليونان يمكن تحوله إلى درس قاسٍ تستفيد منه المنتخبات المكافحة في البطولات المختلفة وبينها منتخبنا الوطني المقبل على مشاركته المهمة في كأس آسيا بعد عشرة أيام فقط.
وفي ملف كأس أوروبا أوراق كثيرة ومجانية منها ما هو فني يحدث داخل الملعب مثل ان الكرة باتت لا تعترف بأسماء المنتخبات والنجوم الكبيرة التي توارت وعادت إلى بلدانها تحت جنح الظلام، وبزغ القادمون من الظل، وفضلا عن الخطط التكتيكية الجديدة التي تغيرها الفرق من شوط إلى آخر ونشاهدها في تشيكيا والبرتغال واليونان.
وهناك ما هو تقني خارج الملعب من فنون التصوير الذي لا تشعر به كمشاهد اختلافا بين اللاعب في الملعب والمتفرج الجالس في الطابق الرابع من الاستاد، والقدرة على اصطياد اللقطات المعبرة في الملعب والمدرجات.
وأيضا هناك دروس في الروح الرياضية وتقبل النتائج وقرارات الحكام.
هذه البطولات الكبيرة لا تخرج منها سوى الدروس الكثيرة والكبيرة... فهل من مستفيد
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 667 - السبت 03 يوليو 2004م الموافق 15 جمادى الأولى 1425هـ