محدودة سوق بيع القصائد الشعبية في البحرين، على رغم أن هذه الممارسة البغيضة قائمة وحاضرة!
في دول الخليج العربية، هناك بورصة غير معلنة لبيع القصائد الشعبية وصل سعر بعضها لأكثر من 2000 دينار للقصيدة الواحدة، ولست أبالغ إذا قلت إن بعض القصائد تعدى سعرها سقف 4000 دينار، قصيدة لا يتجاوز عدد أبياتها 15 بيتا!
في عمليات كتلك، ثمة وسطاء لهم نسبتهم من الرقم الذي يرسو على القادر على الدفع، تضاف الى ذلك نسبة السكوت عما حدث، ولذلك مبلغ معلوم! وبورصة بيع القصائد الشعبية تنشط أكثر ما تنشط في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وتليها الإمارات العربية المتحدة، ومن بعدها دولة قطر، ويأتي في ذيل القائمة كل من سلطنة عُمان ومملكة البحرين. لكن لوحظ أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، نشطت البحرين وارتفعت مؤشراتها وأسهمها في عملية بيع النصوص، فيما تراجعت الإمارات والكويت واحتفظت المملكة العربية السعودية بانفرادها بارتفاع المؤشر، ويعود السبب الى أن الصحافة والمجلات المتخصصة هناك سلطت الأضواء بشكل مكثف وبعيدا عن المناورة ما دفع كثيرين الى إعادة النظر في استراتيجية تعاطيهم مع الوسطاء، فيما الأمر في البحرين لم يكن شائعا أو منتشرا ضمن الأوساط التي لا يمكنها الوصول الى دقائق وتفاصيل تلك الصفقات. وثمة شروط لعملية البيع والشراء تمت إضافتها في السنوات الماضية بعد انكشاف أكثر من نجم مر بخريف الانتاج وبدأ يذبل ويذوي، أهم تلك الشروط «نماذج التنازل» عن النصوص، مذكور فيها المبلغ المدفوع الذي تم تسلمه من قبل الطرف الثاني، مشار فيها الى موضوع التنازل «بيع نص!»، وتهدف تلك النماذج الى قطع الطريق على الشاعر «البائع» حين تسوّل له نفسه ابتزاز الشاعر المشتري»!
وهنا في المملكة - من دون أن نسمي - أشباه شعراء، ومن المقتدرين ماديا وبشكل فاحش لم يحظوا بنصيب من الملكة الشعرية ويملكون المال، ما يدفعهم لشراء عشرات النصوص في جلسة في مقهى عامر! ويحرصون على النشر خارج الحدود إذ لا أحد يعرف أحدا! بعضهم دفع - والأدلة متوافرة - أكثر من 5000 دينار لباقة من النصوص اتضح فيما بعد أن جزءا منها تم التنازل عنه وبيعه في المملكة العربية السعودية، ما وضع صاحب المزاد في حرج كبير! فيما سمسار النص قبض الثمن من جهتين، وبحسبة بسيطة اتضح أن الباقة التي تم بيعها في عملية نصب واحتيال وصل سعرها الى 9000 دينار! إن المحاولات الدؤوبة لتسويق الأصوات المصابة بكثير من العاهات نصوصها، تكشف عن مأزق حقيقي وقائم ينمّ عن امتداد حال الرشوة والابتزاز والمزادات الى النص ذاته، وهو امتداد يكشف في الوقت ذاته عن رخاوة وهشاشة ذلك النص حين يكون موضوعة لمزاد رخيص في التوجه، بغض النظر عن الأرقام التي يبلغها ويحققها.
***
لماذا اختفى من على شاشة «قناة العائلة العربية»! قناة «البحرين» الفضائية البرنامج التراثي الوحيد، الذي سجّل حضورا متميزا بين عدد من البرامج التراثية في منطقة الخليج؟ هل أصيبت موازنة هيئة الإذاعة والتلفزيون بنقص حاد في مواردها ما استدعى توقف البرنامج؟ لا ننتظر أية إجابة لأنها لن تأتي، وذلك هو عهدنا بالهيئة!
***
يكتب لها: فلتذهب القصيدة الى الجحيم مادمت شاهدها وروحها، فقط كوني قريبة من القلب لأتأكد أنني مازلت حيا!
أول النص
ميعاد أو ميلاد؟
يا سيدي هذا الحضور
اللي ارتبك به كم فضا
وكم وقت... كم معنى؟
حتى البعيد أصبح معك
أدنى من الأدنى!
***
اترقّبك... أرجاك... أتحرّاك...
وين انت؟ ضج بها الغياب
أدناك ثمْ ادناكْ...
ليتك تمرّ لو بالوهم...
أكسر بك أعذار وندم...
***
يا اللي تجي كنّك قدرْ كنّك قضا...
أذكر كلامٍ لك تبي تقوله
وانت انت تذكر ها الكلام اللي مضا..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 666 - الجمعة 02 يوليو 2004م الموافق 14 جمادى الأولى 1425هـ