العدد 2368 - السبت 28 فبراير 2009م الموافق 03 ربيع الاول 1430هـ

منصب «سكرتير الوزير»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تعاني فئة كبيرة من الناس من بعض من يحملون صفة «سكرتير الوزير»، الذي لا يعلم عن عمله شيئا سوى المحاباة والرياء والواسطة، والاستفادة من موقعه لأجل أغراض أخرى، تاركا معاملات الناس عرض الحائط، فمن هو سكرتير الوزير؟!

إنه ذلك الشخص الذي يستند إليه الوزير في تنظيم مواعيده، وإرسال أوراقه الرسمية أو تلقيّ الرسائل من قبل بعض الوزارات والمؤسسات في الدولة، كما أنه ذاك الشخص الذي يرد على الهاتف المباشر لسعادة الوزير، ويتلقّى مطالب الناس، وينقلها بصورتها الواضحة.

وهي مهنة غير سهلة وتحتاج إلى كثير من الدقة والحذر، فرسالة تسقط هنا أو تتبعثر هناك، وفاكس لم يصل بعد إلى يد الوزير، وموعد أخّره «سكرتير» الوزير لغرض في نفسه، تؤدي إلى تقاعس عمل الوزير في وزارته، مع أنه لم يقم بالتأخير وأنما «سكرتيره» الذي قام بذلك!

وقد يشكو البعض من هذا «السكرتير»، وعدم أمانته في توصيل المعلومة بدقّة إلى سعادة الوزير، وقد شاهدنا في أكثر من موقف إرسال فاكسات أو توصيل أوراق أو طلب مقابلة الوزير، ودائما نجد التخاذل من «سكرتيره» الموضوع أصلا لتنظيم هذه المعاملات.

ويحضرنا موقف لسكرتير أحد الوزراء، عندما قامت إحدى الجمعيات النسائية بطلب رعاية الوزير الفخرية لفعاليتهم، وما أتاهم رد الوزير إلا بعد انتهاء الفعالية، وعندما اتصلوا بمكتب الوزير، ردّ عليهم «السكرتير» بأنّه استلم الأوراق متأخرا!

موقف آخر مرَّ على إحدى المؤسسات الربحية الخاصة والجديدة في ميدان التجارة، عندما طلبت رعاية الوزير لفعاليتها، فما كان الرد إلا قبل عشرة أيام من موعد الفعالية، فأفلست المؤسسة لعدم التزام الوزير بالرد في الوقت المناسب، فأنفقت المؤسسة الربح في المصروفات المتأخرة هنا وهناك، وخاصة أن الوقت لهذه المؤسسة يعتبر عامل نجاح أو تدهور.

هناك موقفٌ ثالث عندما يتلكأ السكرتير في عمله، فيقوم بتأجيل مواعيد الوزير مرة ومرتين ومرات، حتى ييأس صاحب المعاملة، أو يصيبه القهر من جرّاء برودة أعصاب السكرتير، فيتعارك معه ويخرج صفر اليدين، وأما الثالث فإنه يصرّ ويواصل إرسال الأوراق التي لا تصل إلى يد الوزير أبدا!

وهناك فئة كبيرة من هؤلاء الموظّفين المتملقين، الذين لا يحسّون بأهمية عملهم وحساسيته، ولا يراعون المكان الذين هم فيه، وجلّ ما تراهم يهتموّن به هو زيادة درجاتهم أو توسّطهم لمن يريدون، حتى يعم الخير على من يحبون!

ويبقى صاحب المشكلة أو الطلب أو المقابلة متحيّرا متذمّرا من هذا الوزير، الذي لم يخطئ في شيء إلا حظّه السيئ الذي جرف له موظّفا «كحيان»، يضيع الوقت والأوراق والسمعة الطيبة لسعادة الوزير.

أما هاتف سكرتير الوزير فإنه لا يتوقف عن الرنين، وفي المقابل هناك بعض السكرتارية المتّكلين على غيرهم، فهم لا يردون ولا يعيرون الهاتف أي اهتمام، إلا عندما تكون المكالمة مهمة من شخصية ما!

إن معايير اختيار سكرتير الوزير يجب أن تكون على درجة من الحذر والموضوعية، لأنّه هو ذاك الشخص الذي يزيد من نجاح الوزير أو يزيد من فشله، ولنا في الكثير من السابقين العبرة والعظة.

ونتمنى لمن يهمّهم الأمر أن ينتبهوا إلى بعض الأخطاء الصغيرة والكبيرة لسكرتير الوزير، بل ويتعدى الأمر كذلك في تقويم السكرتير بين الفترة والأخرى وتغييره إن استدعى الأمر لذلك، حتى يستطيعوا إنجاح وزارتهم، وجعلها في منظومة الوزارات المنتجة والناجحة في الدولة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2368 - السبت 28 فبراير 2009م الموافق 03 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً