العدد 664 - الأربعاء 30 يونيو 2004م الموافق 12 جمادى الأولى 1425هـ

قرابين "علاوي" على عتبات المعبد الأميركي

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ما يجري حاليا في العراق، بالرسم وبالمقاييس الهندسية للإدارة الأميركية اليمينية المتطرفة، من بوش إلى رامسفيلد مرورا بتشيني وكوندليزا رايس فبول وولفوفيتز، وبحسب الخطط الدموية الإرهابية لتلك الإدارة، وحتى بعد تسليم السلطة "الصوري" للعراقيين، طالب علاوي بمشاركة قوات من الممالك العربية الثلاث: البحرين، المغرب والأردن، لحماية الجيش الأميركي! بدلا من أن يطالب بجلاء القوات الأميركية المحتلة، وتحقيق الاستقلال والسيادة لبلاده! وما مطالبة علاوي تلك، إلا تطبيقا وتنفيذا حرفيا لما رسمته الإدارة الأميركية، وذلك ما تمت هندسته في أروقة البيت الأبيض من قبل صقور وذئاب وثعالب وآكلي لحوم البشر في الإدارة الأميركية الحالية، وقد تم التحذير منه من قبل جمع غفير من المفكرين والساسة العرب، وأتذكر في هذا الشأن ما قاله رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار، في ندوة بنادي العروبة كانت بعنوان "العراق إلى أين؟"، إذ تحدث عن خطر إرسال قوات عربية لحماية القوات الأميركية المحتلة للعراق. والآن يخرج علينا رئيس الوزراء العراقي ليعلن دعوته للدول العربية وعلى رأسها: المغرب والبحرين والأردن للمشاركة في تثبيت جذور الاحتلال للعراق، ورعاية نبتته الشيطانية، والحفاظ على أرواح الجنود الأميركيين بعيدا عن المقاومة العراقية، فهل تقدم هذه الدول العربية أبناءها قرابين على عتبة المعبد الأميركي في العراق؟ لا يخفى على الناظر بعين الواقع ما يعانيه أبناء الدول العربية من ملاحقات ومضايقات في أميركا، سواء في الإقامة للدراسة أو العمل، أو في سجن غوانتنامو وما يعانيه العرب والمسلمون في ذلك المعتقل، من امتهان للكرامة الإنسانية، وسلب للحرية، وضياع لأبسط الحقوق الآدمية، ومع ذلك يدعو علاوي الدول العربية التي هي أصلا لم تحصل على جواب شاف من أميركا عن مصير السجناء من أبنائها. ونذكر علاوي بأن للبحرين معتقلين في غوانتنامو وبعضهم لديه إخوة في الجيش البحريني، فهل يريد علاوي من الجندي البحريني أو المغربي أو الأردني حماية الجيش الأميركي الذي يعتقل إخوته في غوانتنامو أو أبوغريب!؟ حقا إنها دعوة لا أساس منطقي أو عقلاني لقبولها

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 664 - الأربعاء 30 يونيو 2004م الموافق 12 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً