العدد 664 - الأربعاء 30 يونيو 2004م الموافق 12 جمادى الأولى 1425هـ

الشاعرات المغربيات يلتقين في مراكش

نظم فرع اتحاد كتاب المغرب في مدينة مراكش بدعم مؤسسة العراقي للتربية والتعليم الملتقى الثالث للشعر النسائي المغربي يومي 12 و22 مايو/ أيار الجاري، والذي نظم كـ "اقتناع منه بدور العمل التشاركي التنسيقي مع مختلف فعاليات المجتمع المدني في تفعيل كل نشاط ثقافي وترسيخ ثقافة التعبير الحر من إرادة الانسان في مقاومة كل أشكال العنف، واعتبارا لما يقوم به الشعر بصفته خطابا بليغا يتغلغل في أعماق الانسان"، كما جاء في البيان الذي وزع على الصحافيين. اللقاءات الشعرية التي نظمت في رحاب قاعة الممثل المغربي الراحل العربي الدغمي "احتفلت خلالها الكلمات والتعابير بعرسها البهي في حضرة ثلة من حملة القلم من رجال الأدب والشعر والنقد المغاربة، وكل المهتمين بالشأن الثقافي، إذ استمعوا لما جادت به الشاعرات المغربيات الحاضرات كانت بمثابة جرعات لشفاء بلسم الصمت القاتل في زمن الدم وتراقص الصور المقززة في الفضائيات"، على حد تعبير رئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي. وارتأى المشرفون وفق قصاصة للقسم الثقافي في وكالة المغرب العربي للأنباء التركيز على الصورة الفنية في الشعر النسائي المعاصر بغية الانعطاف بالنقاش من مستوياته التنظيرية المجردة إلى مستوى تطبيقي يروم الاشتغال على مكونات النص الشعري النسائي وخصائصه الفنية، وبالتالي الخروج بأجوبة شافية لأسئلة أولية أهمها: - إلى أي حد تحضر الصورة الفنية في هذا الشعر؟ - وكذلك طبيعة التصوير الفني النسائي ونوعيته ومدى تأسيسه لاختلافه وتميزه؟ فالتركيز على الصورة الفنية معناه إبراز خصائص المتخيل الشعري النسائي الذي كان موضوع نبش وحفريات من قبل كل من عبدالعزيز جسوس ومحمد زهير وسالم كويندي في ديواني الشاعرتين حبيبة الصوفي وفاتحة مرشد، خلال المداخلات التي ألقيت في اليوم الأول من الملتقى الشعري، إذ توفق المحاضرون في استنباط بعض من أوجه الصور الفنية وتحليلها انطلاقا من نظريات بعض النقاد كمصطفى ناصف وفراي وياكبسون وغيرهم. وكانت أنشطة اليوم الأول مدخلا لاحتفالية هذه الصور العفيفة التي ترجمت تمثلات ومعاناة الشاعرات المغربيات اللواتي صدحن تارة بنبرة الغضب اللا معهود في الطبيعة الانثوية، وتارة أخرى باللوم والعتاب الهادئ بقضايا وهموم راهنة تؤرق بال المجتمع العربي عموما والمجتمع المغربي خصوصا، كالإرهاب والحروب الدائرة رحاها في فلسطين والعراق وأفغانستان، فمن خلال بعض القصائد المسموعة التي يمتزج فيها الرثاء والحماسة لاستنهاض الهمم وشحدها، على اعتبار أن المرأة كانت عبر التاريخ ومازالت هي المهماز الذي ينفخ الروح الرجولية في الرجل ولو بزغردة فبالأحرى بقصيدة شعرية تنبذ العنف بمختلف أشكاله وتمظهراته، وبذلك وردت قصائدهن مرصعة بدفء الأنثى التواقة إلى العيش في بحبوحة الحب والسلام والكرامة الإنسانية. يشار إلى أن الدورة الثالثة لملتقى الشعر النسائي حظيت بمشاركة الشاعرات مالكة العاصمي ونجاة الزباير وثريا إقبال وأم سناء ووداد بن موسى وسعاد التوزاني ورشيدة عدناوي وأمل الأخضر وأمينة المريني وحفيظة حسنين، وتميزت الدورة بتغييب الشعراء من منصة الإلقاء وذلك لطبيعة الموضوع الخاص بالشعر النسائي. وبهذا يكون ملتقى مراكش للشعر النسائي قد اضيف لملتقى مدينة أسفي "المرأة والكتابة" والذي ينظم كل شهر يوليو/ تموز من كل سنة إذ تحضره كاتبات وشاعرات من المغرب والعالم العربي والخارج





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً