العدد 662 - الإثنين 28 يونيو 2004م الموافق 10 جمادى الأولى 1425هـ

هل نحن للتنظير فقط؟... عباس بوصفوان مثالا!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

لا يختلف اثنان على أن الدعوة التي أطلقتها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لتشكيل هيئة استشارية تعينها على اتخاذ القرارات المفصلية... دعوة في الاتجاه الصحيح، إنما تتقابل وجهات النظر في طريقة تشكيل هذه الهيئة، ولكن كيف نتعامل مع هذه الهيئة بوضعها الحالي؟

عدد من المدعوين لأول اجتماعات الهيئة انسحبوا بحجة أنها غير منتخبة، لو أمعنا النظر في الأسماء التي انسحبت من الهيئة فسنجد أن غالبيتها من الأسماء التي كثيرا ما تنتقد قرارات «الوفاق»، ولن أخجل هنا من تسمية زميلي عباس بوصفوان الذي يمتلئ أرشيفه الصحافي بانتقادات لا حصر لها لمجمل قرارات «الوفاق» التي اتخذتها منذ تأسيسها إلى اليوم، وذلك لا يحتاج إلى سرد أمثلة تدعم ذلك، فـ «المتابعون والمراقبون» - كما يعبر بوصفوان دائما - يجدون ذلك جليا كالشمس في مقالات بوصفوان.

زميلنا نفسه يؤكد ما سلف من قول، إلا أنه يبرر ذلك بأن النقد يقوّم المسيرة السياسية ويدفعها نحو الأمام، وهو أمر محل اتفاق بين الجميع، إلا أن التساؤل الأبرز في هذه العجالة هو لماذا رفض بوصفوان وغيره الانضمام لهيئة الوفاق وهم يعلمون أن الانتخابات قد تخلق جدلا جديدا بين «الوفاق» والحكومة ولن يكون ذلك مناسبا أبدا في الوقت الذي اتفق فيه الطرفان على لقاء أسبوعي فيما بينهما وسط تفاؤل كبير بنتائج الحوار؟

الغريب جدا أن بوصفوان كان أحد المتفهمين لقرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية «كما يقول» بحجة أننا يجب أن نستفيد مما هو متوافر، فلماذا لا يستفيد هنا أيضا مما هو متوافر؟ وإذا كان يريد انتخاب هذه الهيئة فيمكن له تأسيس ذلك من داخلها وبحث هذا الأمر مع أربعين عضوا ملوّنين بألوان سياسية مختلفة، أم أننّا أدمنا التنظير فأصبح هواية يصعب علينا التخلص منها، وعندما يحين الوقت للمشاركة في اتخاذ قرار ما وتحمل مسئوليته نكون أول الهاربين.

أعتقد أن الفرصة لم تفت بعد وإن كانت تمر مر السحاب في أحيان أخرى، والتراجع عن قناعةٍ ما، هي قمة الموضوعية ودليل بليغ على دراسة المواقف بين الحين والآخر، وإن تغيير القناعات ليس تخلفا، بل التخلف في الإصرار على القناعات «الأرضية» وكأنها ثوابت منزلة من السماء.

عندما يجتمع أربعون عضوا في إحدى غرف «الوفاق» لتقديم المشورة ومن بينهم بوصفوان وعبدالوهاب حسين ونزار البحارنة وغيرهم، سيكون دم القرار متفرقا بين القبائل، حينها سيدرك بوصفوان عندما يمسك القلم ليكتب أنه أحد المؤسسين للقرار الفلاني وأنه عندما ينتقد القرار فهو ينتقد نفسه، فهل لهذا السبب انسحب بوصفوان من غرفة الهيئة الاستشارية، ولأنه لا يريد أن يتحمل مسئولية قرارات «الوفاق» التي اعتاد على توجيه طلقاته إليها كلما نطقت بقرار أو موقف؟

ربما يرى البعض ان انسحاب المنسحبين من هيئة «الوفاق» هروبٌ من مواقع اتخاذ القرار وتنصلٌ من تحمل المسئولية كما أسلفت، إلا أنني لست مع هذا الرأي، فهو ليس هروبا بقدر ما هو قناعة، وأنا على يقين أن قناعة العقلاء تتغير لأنهم عقلاء، أما قناعة غيرهم من البسطاء فهي التي لا تتغير أبدا

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 662 - الإثنين 28 يونيو 2004م الموافق 10 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً