أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط عبدالرزاق الجزائري بضرورة إعادة النظر في وضع الاستعداد التمريضي للكوارث، في مجال التثقيف التمريضي والخدمات التمريضية. موضحا أن الإقليم يشهد في كل يوم مزيدا من المعاناة الإنسانية، وانتقاض عرى صحة الإنسان وأمنه. جاء ذلك في الاجتماع السادس للفريق الاستشاري الإقليمي عن التمريض، والمشاورة الخاصة بالاستعداد التمريضي للكوارث، وتخفيف وقعها، يوم أمس في فندق الخليج.
وقال الجزائري: «إن للحرب والكوارث الطبيعية، والعقوبات الاقتصادية، عواقب فاجعة على صحة الشعوب وعافيتها. ولقد أثبتت الدراسات، أن هذه الحوادث سببت من الوفيات والعجز فوق ما يسببه أي مرض وبيل. أضف إلى ذلك أن الصراعات المتطاولة، أدت إلى خسائر في الخبرات التقنية الرفيعة، في شتى أقطار الإقليم. لقد تحقق منذ الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإقليمي عن التمريض، الذي عُقد في المكتب الإقليمي بالإسكندرية عام تسعين، تقدم هائل في مجال تنمية أنشطة التمريض والقبالة، على المستويين الوطني والإقليمي. كما أن البرنامج التعاوني للمكتب الإقليمي في هذا المجال، قد ركز جهوده في المقام الأول، طوال العقد الماضي، على إيجاد وإصلاح ما ندعوه بالتثقيف الصحي التمريضي الأساسي، وإعداد برامج التخصص التمريضي لمرحلة ما بعد التثقيف الأساسي، ووضع الخطط الاستراتيجية الوطنية لتنمية التمريض والقبالة».
وفي كلمة لها، بينت الأميرة منى الحسين، راعي التمريض والقبالة بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أنه «يتم تسجيل كارثة واحدة في الأسبوع الواحد بحاجة إلى مساعدة دولية. هذا إلى جانب الحروب، والأعمال العدوانية، والزيادة الحالية في معدلات الهجمات الإرهابية في أصقاع الإقليم... إن التمريض في إقليمنا، يشكل القطاع الأكبر في الرعاية الصحية. وكجزء من خطط أية دول لمواجهة الكوارث، يجب على الممرضات أن يكون لديهن فهم إلى أساسيات علم الكوارث، وإدراك واسع بمفاتيح مكوناته وأجزائه، ومعرفة بالطريقة التي يتصرف بها الناس عندما يواجهون الكوارث. وهذا سيساعدهن على تكوين فريق عمل أكثر تنظيما وفاعلية».
من جهتها أوضحت وزيرة الصحة ندى حفاظ أنه «ليس للكوارث والأزمات وقت ولا مكان محدد، ولكن جميعها تشكل خطرا جسيما على النظام الصحي والبيئي لأي مجتمع، وينتج عنها مشكلات نفسية واجتماعية وإعاقات جسدية وتدهور اقتصادي وأمني، ويكمن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدول في التخطيط والجاهزية للكوارث بهدف التقليل من تأثيرها وانعكاساتها السلبية. وعند استعراض جميع الأزمات التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط، نجد أن للمرض دورا محوريا في مواجهة تلك الحوادث. وأولت وزارة الصحة تطوير الموارد البشرية التمريضية في هذا المجال جل اهتمامها، وترجمت ذلك بابتعاث وتدريب الكثير من الكوادر في مجال الطوارئ والإصابات البليغة. بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح برنامج الدبلوم التخصصي في تمريض الطوارئ في عام 2001، بكلية العلوم الصحية، وتم اعتماد الكلية من جمعية القلب الأميركية كمركز متعاون للإنعاش القلبي الرئوي»
العدد 662 - الإثنين 28 يونيو 2004م الموافق 10 جمادى الأولى 1425هـ