لكي يستفيد الآباء من استخدام النتائج المنطقية في تعديل سلوك أبنائهم... ينصح خبراء التربية عدة أمور تستوجب منهم تطبيقها ليكون استخدام هذه الطريقة التربوية ناجحة.
أولا: على الآباء استخدام نبرة أصواتهم العادية الحازمة وهم يستخدمون نتائج أفعال ابنائهم المنطقية لردع تصرفاتهم السلبية... لأن ذلك يعطي أفضل النتائج في تحسين سلوكهم... إذ إن صوت الآباء الغاضب المتسلط يسحب احساس الأبناء بالمسئولية وقد يتحول تأديبهم إلى صراع بالكلام بينهم وبين آبائهم.
ثانيا: تصرف ببساطة مع أبنائك... الأمر ليس بحاجة إلى تعقيد ولا إلى الدخول في التفاصيل لأن النتيجة المنطقية لسوء سلوك الأبناء تعمل على تطوير سلوكهم... إن أكثر الحالات تحدث نتيجة لتصرف طفل مع طفل آخر... من خلال سلوك معين يقوم به أحدهما... وما على الأب هنا إلا أن يفصل الذي أساء التصرف عن الآخر... أو أن يتحمل الطفل المسيئ النتيجة المنطقية لسوء سلوكه بطريقة مباشرة... كطفل مثلا يستخدم لعبة ولا يشارك بها صديقه (يحرم منها لمدة محدودة) أو حرمان الطفل المخطئ من امتياز معين يمارسه لمدة يوم (مثل مشاهدة التلفزيون) وهكذا.
ثالثا: وضع خيارين أمام الطفل قبل أن يرتكب السلوك الخاطئ... وعليه بعد ذلك أن يتحمل النتيجة المنطقية لاختياره.
ولنأت بمثال على ذلك ليتمكن الآباء تطبيق هذه الطريقة:
عمر طفل في الثامنة من عمره... يسكن في منطقة جبلية... كان يرغب في أن يمارس التزحلق بالحذاء مع أصدقائه في منطقة آمنة... لكن والده يفضل أن يرتدي ملابس واقية وغطاء لرأسه عندما يلعب معهم... وخصوصا أن بعضهم قد أصيب بجروح من قبل نتيجة لتهورهم في التزحلق باحذية التزحلق... إلا أن عمر يرى أصدقاءه لا يهتمون بارتداء ملابس واقية مثله وغطاء للرأس... فطلب من والده ألا يفعل ذلك هو أيضا... لكن والده رفض... وأعطاه خيارين... إما أن يفعل ما قال له أو لا يلعب بالحذاء وسأله أيهما يفضل... ولم يجد عمر بد من الالتزام بما اختاره لكي يلعب... وهو أن يرتدي الملابس الواقية والقبعة.
وتعد الاختيارات المحدودة من أفضل ما يمكن أن يتعامل بها الآباء مع أبنائهم في هذه المواقف كنتائج منطقية لسلوك الأبناء في حالة ردعهم... حتى يدركوا أن لديهم مسئولية نحو ضرورة الالتزام بقراراتهم.
رابعا: من الضروري توقيع العقوبة كنتيجة منطقية لسوء السلوك فورا:
مثلا على الأب إذا أصر عمر على التزحلق من دون أن ينفذ وعده لوالده أن يحرمه من اللعب طوال اليوم فورا... وسيرى الأب أن ابنه سيلتزم بوعده في المرة المقبلة لأنه جرب النتيجة المنطقية لعدم التزامه لما يريده والده لمصلحته.
لورا الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات ضربت اختها على بطنها وهي تحاول ازاحتها عن مكان استلقائها وهما تشاهدان التلفزيون ولا توجد إلا كنبة طويلة واحدة... وسمعت الأم صراخ ابنتها... وجاءت إلى غرفة التلفزيون لتحاول معرفة سبب بكائها.
كذبت لورا وهي تقول لأمها «كنت أحاول بلطف إزاحتها عن الكنبة لأتمكن من الاستلقاء عليها».
علقت اختها «لا يا أمي... لقد ضربتني على بطني»
قالت الأم بحزم لابنتها لورا «نحن لا نضرب الآخرين على بطونهم ليتحركوا... عليك البقاء في غرفتك عشر دقائق نتيجة لمخالفتك قانون الأسرة... ثم تعودين...».
عندما جاءت الأم كان وقت الاختيار قد انتهى... لأن ابنتها لورا قد كسرت قانون الأسرة فعلا... وعليها أن توقع عليها العقاب فورا... أي أن عليها أن ترسل إليها رسالة حازمة فعلية لتؤكد قانون الأسرة.
خامسا: أن يستخدم الآباء توقيت معين لينهي الطفل واجبه وإلا سيتحمل النتيجة المنطقية لتأخره.
مثلما حدث لوليد الذي كان يتأخر في الانتهاء من ارتداء ملابسه وتناول افطاره... قبل الذهاب إلى المدرسة... ويؤخر والده عن عمله... لذلك قرر والده أن يضع له توقيتا محددا عبارة عن عشرين دقيقة لكي ينتهي من كل شيء بعد نهوضه من النوم ليأخذه إلى المدرسة وإلا فإن عليه أن يمشي إليها عشرين دقيقة.
كالعادة... اختبر وليد والده وتأخر عن الوقت المحدد... وفوجئ به يركب سيارته ويقول له: «عليك اليوم أن تسير إلى المدرسة».
بكى وليد وألح على والده ليأخذه... لكنه أصر قائلا: «سنجرب ذلك غدا... اليوم عليك الذهاب ماشيا»
وكان وليد في اليوم الثاني جاهزا بجانب السيارة في الوقت المحدد ليأخذه والده إلى المدرسة
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 659 - الجمعة 25 يونيو 2004م الموافق 07 جمادى الأولى 1425هـ