قال وزير شئون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات إن زيارة المبعوث الأميركي لشئون الشرق الاوسط الأراضي الفلسطينية المحتلة مهمة للغاية وإنه سيلتقي خلال الزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وعددا من المسئولين الفلسطينيين.
وقال عريقات في تصريحات كشفت عنها وكالة الانباء الاردنية إن الجانب الفلسطيني في مباحثات بيرنز - السلطة الوطنية حدد ما يريد من الجانب الاميركي وإنه سيطالب بآليات وجداول زمنية إلزامية ومراقبين على الأرض لتنفيذ خريطة الطريق ككل لا يتجزأ، وقال: «سنثير موضوع المستوطنات وجدار الضم والتوسع وسنطالب بتدخل أميركي لوقف الإجراءات الإسرائيلية». وأشار عريقات إلى أن زيارة بيرنز وهي الأولى منذ فترة طويلة يقوم بها مسئول أميركي إلى المنطقة تأتي للبحث مع الأطراف في سبل تنفيذ خريطة الطريق.
وقال إن زيارة بيرنز المنطقة تتزامن مع اجتماع اللجنة الرباعية الذي سيعقد في القاهرة أو في أريحا في 26 الجاري لمناقشة تفعيل خطة خريطة الطريق.
من جانب آخر قال عريقات إنه سيزور الولايات المتحدة يوم غد للاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول. وبين أنه سيبحث مع باول النية الإسرائيلية بتكثيف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إضافة إلى مناقشة الإجراءات المطلوب اتخاذها لتنفيذ خريطة الطريق.
إلى ذلك حصلت «الوسط» على ترجمة لتفاصيل خطة اعادة توطين مستوطني قطاع غزة في حال تنفيذ خطة الفصل والإخلاء أوردتها صحيفة «يديعوت احرنوت» العبرية وهذا نصها:
تسلم وزراء الحكومات خطة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لاعادة توطين المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم من قطاع غزة ويتضح من الوثيقة التي وصلت إلى «يديعوت احرنوت» أن كل مستوطن سيتم اخلاؤه سيكون له الحق في الاختيار بين التعويض المادي الذي لم تحدد قيمته بعد وبين الحصول على شقق وأراض زراعية بديلة وتؤكد الوثيقة أن كل مستوطن يمكنه اتخاذ قرار بما سيفعله بأموال التعويضات و الى أين سيقوم بالانتقال غير أن دولة «إسرائيل» معنية بإعادة توطينهم في مناطق محددة مثل حدود قطاع غزة، على طول الحدود مع مصر وفي النقب وفي الجليل وجلبوع وعلى طول خط الفصل.
وتؤكد الوثيقة أنه يجب إعطاء الأفضلية لتوطين المستوطنين الذين يصل عددهم الى 7800 مستوطن في مستوطنات قائمة غير أن الوثيقة أشارت إلى أنه كون الحكومة قررت اقامة عشرات المستوطنات الجديدة في المناطق المحيطة في المدن والتي يمكن توجيه المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم اليها وإحدى المناطق التي قررت الحكومة إقامة مستوطنات جديدة عليها هي «رمال الخالصة» وذلك من أجل تخريب خطة طرحت أيام حكومة باراك لنقل أجزاء من هذه المنطقة للسلطة الفلسطينية تعويضا للإبقاء على مستوطنات في أماكنها في الضفة الغربية.
وجاء في الوثيقة أن النقب هو مكان انتقال مفضل للذين سيتم اخلاؤهم من قطاع غزة إذ وجدت هناك مستوطنات شبه فارغة من السكان أو توجد فيها فقط عدة عائلات .
اما المستوطنات على الحدود المصرية والتي توصي الوثيقة بتوجيه مستوطني القطاع إليها هي: يوفل، يئير، ديكل، بريغن، سدي ابراهام، وتلمي يوسيف، وبحسب تقديرات الوثيقة فإن قلة من المستوطنين سينتقلون الى الكيبوتسات في المنطقة.
وتؤكد الوثيقة أنه ربما يكون هناك مستوطنون سيتم اخلاؤهم من مستوطنات القطاع وجاء في الوثيقة أن استيعاب المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم في مستوطنات صغيرة هو أمر معقد وبسبب الأسلوب الخاص الذي تعيش فيه مجموعات صغير وسيتطلب الامر استشارات من قبل خبراء في شئون الاستيعاب فيما يتعلق بامكان نقل مستوطني قطاع غزة الى منازل فارغة في مستوطنات قديمة لأن الاستيعاب قد يواجه مشكلات وصعوبات في دمج مجموعات ذات طابع وصفة دينية مع مستوطنين ذوي طابع وصفة علمانية في غالبيتها.
وهناك مستوطنات أخرى مقترحة لاستيعاب مستوطني القطاع وحي كيدش برناع وكمهين وكيبوتسات رتاميم وطلاليم وتؤكد الوثيقة أنه حتى في مثل هذه الحال فإنه يجب الحصول على موافقة السكان قبل نقل المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم الى هذه المستوطنات ليعيشوا معهم ودراسة أبعاد ذلك من الناحية الاجتماعية.
إن نحو ثلثي مستوطني قطاع غزة يعيشون في مستوطنات جماعية اكبرها مستوطنة نفيه دكاليم ونسانيت، وامكان الاستيعاب الأقرب لنسانيت هي مدينة عسقلان وان المستوطنين يستطيعون الانتقال إذا رغبوا الى مستوطنات ستتم اقامتها بالقرب من عسقلان جفعت بار (بين مشمار النقب ولاهافيم) وخروب (بين مستوطنات امتسيا وشكف) اما سكان مستطنة نفيه دكاليم فإنهم يستطيعون الانتقال الى عدة مستوطنات جماعية في النقب.
وبحسب الوثيقة فإنه في منطقة الجنود من المتوقع إقامة مستوطنات جماعية ستعجب مستوطني قطاع غزة وهذه المستوطنات التي ستخصص بشكل أساسي للسكان المتدينين هي مرحاف عام الى شمال من يبوتس سديه بوكر، حيران ومستوطنتان اضافيتان من المقرر اقامتهما جنوب الخليل في منطقة يتير، إضافة الى ذلك هناك نية لتوطين مستوطنين من القطاع في المجلس الاقليمي (سدوت النقب).
وسيتم توطين المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم في كرفانات مؤقتة لمدة عام حتى ثلاث سنوات حتى يتم الانتهاء من بناء المنازل الجديدة في المستوطنات القائمة أو حتى يتم الحصول على الموافقات لاقامة المستوطنات الجديدة لهم، وبحسب التقديرات في الوثيقة فإن موعد الإخلاء سيكون في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2005.
أي أن هناك مدة كافية لايجاد بدائل لاسكان المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم.
تؤكد الوثيقة أنه يجب التصديق خلال نصف سنة على بناء المستوطنات الجديدة من أجل تحديد البدائل لاسكان المستوطنين على أرض الواقع
العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ