ذكرت جماعة حقوق الإنسان «هيومان رايتس فيرست» ومقرها نيويورك أخيرا أن الولايات المتحدة تحتجز الآلاف سرا في إطار حربها على ما تسميه بالإرهاب، وذلك في نحو 24 مركزا سريا. وجاء في تقرير المنظمة أن هذه المراكز موجودة في كل من العراق ،كوبا، أفغانستان، باكستان والأردن وعلى متن سفن أميركية في عرض البحار.
إن المرء ليتعجب من هذه الفضيحة الجديدة في وقت تعد الولايات المتحدة نفسها بأنها راعية لمبادىء حقوق الإنسان والاتفاقات الموقعة في هذا الخصوص، بل الأنكى من ذلك أنها تعد تقريرا سنويا لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم تتعرض فيه الدول التي لا تحبها أميركا لانتقادات حادة بأنها لا تراعي هذه الحقوق وبالتالي تلوح بفرض عقوبات عليها أو الإبقاء على تلك العقوبات وعلى سبيل المثال تقريرها عن العام الماضي والذي انتقدت فيه كل من الصين، اندونيسيا، سورية، السودان... إلخ
ألا تستحي القوة العظمى أن «بيتها من زجاج وترمي الآخرين بالحجارة»، لقد اهتز ضمير المجتمع الدولي مرارا في السنوات القليلة الماضية للانتهاكات الأميركية في كل من غوانتنامو التي تمثل رمزا للمكر الأميركي، اذ يوضع بنو آدم في معسكر لا يخضع لسيادة دولة حتى لا يطولها القانون. وكذلك ما انكشف أخيرا في سجن أبوغريب يمثل الفاشية والنازية الحديثة. والآن فضيحة أخرى بوجود معتقلات سرية على عرض البحار وفي دول ربما لا تعلم حكوماتها بذلك.
إن المطلوب من المجتمع الدولي أن يستنكر الممارسات الأميركية وذلك بتفعيل الاتفاقات بشأن حقوق الإنسان، وعلى مجلس الأمن الاستيقاظ من سباته والانتفاض ضد الهيمنة الأميركية وذلك بدراسة التقارير التي تصدر عن المنظمات المعنية والتحقيق فيها وتنفيذ ما يأتي من توصيات بشأنها
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ