رحم الله زمنا كانت فيه لقاءات المحرق والأهلي أو الأهلي والوحدة منذ أيام النسور والعربي في واجهة البطولات والمنافسة المحلية، حتى اختلفت الصورة اليوم بلقاءات القطبين المحرق والرفاع بعد ما توارى الأهلي والوحدة (النجمة) عن الأضواء.
والتاريخ لا يكذب غالبا ونقطة التحول كانت في نهائي كأس الملك موسم 82/1983 عندما دخل الرفاع على خط المنافسة والتقى يومها مع المحرق في مباراة مشهودة أنهاها الحكم قبل ربع ساعة من نهايتها إثر انسحاب الرفاع احتجاجا على ركلة جزاء سجل منها المحرقاوي إبراهيم الحربان هدفا، وأعطت هذه الحادثة زخما ونكهة تنافسية وخصوصا للقاءات التالية التي جمعت المحرق والرفاع حتى اليوم.
وتكررت تلك الصورة المؤسفة في نهائي كأس ولي العهد الموسم الماضي عندما أنهى الحكم المباراة قبل نهايتها لكن هذه المرة بعد احتجاجات وبطاقات حمراء محرقاوية.
وأذكر انني تابعت نهائي العام الماضي بجانب عدد من الاخوة الخليجيين عبر التلفزيون ونحن في مسقط إبان بطولة الأندية الخليجية لكرة اليد، وكم كان الأمر مؤسفا ومخجلا أمام الأشقاء وخصوصا عندما تم التتويج بعيدا عن المقصورة.
نستذكر بأسف ولكن بعبر ودروس تلك الصورتين السوداوتين في تاريخ الناديين العتيدين ونحن نترقب النهائي الكبير اليوم الذي نأمل جميعا أن يكون مسك ختام للموسم، وهي مسئولية يتحملها كل إداري ومدرب ولاعب ومتفرج في الجانبين وعليهم الادراك إن معادلة أية مباراة نهائية هي: إما الفوز أو الخسارة، ويجب التعامل بروح رياضية ومثالية مع كل حال.
نتحدث عن الشحن الزائد قبل المباراة وانعكاساته السلبية وكيف دفع المحرق ثمنه غاليا في نهائي الموسم الماضي بعدما (شحن بطاريات) اللاعبين قبل النهائي بأنه لا بديل عن الفوز وعلى طريقة أكون أو لا أكون باعتبار ان هذه البطولة كانت الفرصة الأخيرة للمحرق بعد خسارتيه الدوري والكأس الموسم الماضي.
ذلك الموقف يتكرر للرفاع اليوم الذي خسر الدوري وكأس الملك ويأمل في احراز آخر ألقاب الموسم، وهو موقف نتمنى أن تحسن إدارة الرفاع التعامل معه وتهيئة فريقها نفسيا وفنيا لمواجهته.
المحرق والرفاع بمكانتهما وخبرتهما البطولية وصفوفهما وبنجومهما يجب ان يكتبا قمة كروية رائعة ومشرفة للكرة البحرينية المقبلة على تحديات مهمة قاريا وخليجيا وعالميا بعد هذا النهائي مباشرة.
أخيرا... كلنا نأمل أن تكون مباراة اليوم قمة حقيقية وألا تنقلب - لا سمح الله - من القمة المرتقبة إلى (نقمة)
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ