أكد رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية ومديري الثقافة والفنون إبراهيم عبدالله غلوم أن موعد انعقاد الدورة التاسعة للمهرجان المسرحي الخليجي - والتي ستقام في البحرين - سيكون متوافقا مع الانتهاء من بناء المسرح الوطني قرب متحف البحرين الوطني. وذلك في اللقاء الخاص الذي أجرته معه صحيفة «الوسط» على هامش الاجتماع التحضيري للجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية ومديري الثقافة والفنون الذي تم على مدى اليومين الماضيين وتمت فيه مناقشة الدورة السابقة للمهرجان ومدى النجاح الذي حققته والاخفاقات التي واكبتها والمحاولات المبذولة لتلاشي السلبيات مع دراسة برنامج الدورة الحالية، وموعد انعقادها والأمور الأخرى المتعلقة بها. كما أشار غلوم في هذا اللقاء إلى تحول هذا المهرجان إلى تظاهرة ثقافية كبرى يندمج فيها المسرحيون والاعلاميون مع المثقفين والفنانين والكتاب إذ يتواصل هؤلاء جميعا مع المسئولين في وزارات الثقافة والاعلام.
هل لنا باطلالة على دورات المهرجان المسرحي للفرق المسرحية الأهلية؟
- تنعقد دورات المهرجان المسرحي للفرق المسرحية الأهلية لدول الخليج العربية مرة كل سنتين. ووضعت اللجنة الدائمة بالاتفاق مع الأمانة العامة لدول المجلس ومع المديرين والمسئولين عن الثقافة في وزارة الاعلام أسسا لهذا المهرجان أبرزها تطوير الحركة المسرحية وتوفير الفضاءات المسرحية الموائمة لنمو الابداعات والمواهب وفتح المجال لممارسة الابداع والتجريب والتفكير على صعيد المسرح والفن واتاحة الفرصة الكاملة لاحتكاك التجارب الابداعية بين أبناء دول مجلس التعاون بينهم وبين المسرحيين والمثقفين العرب. وفعلا فقد لمس الجميع من مسرحيين ومسئولين ما حققته الدورات المسرحية الثماني التي انعقدت في دول مجلس التعاون على مدى أكثر من 15 سنة حتى الآن. وتحقيق ذلك كله يعتبر نوعا من الشراكة الثقافية في تأسيس ما كنا نحضر له وهو حماية العمل الثقافي المشترك بصورة عملية ووفق طبيعة الواقع. وأعني بذلك عبر الإنتاج المسرحي والفن والثقافة. وأقول ذلك لأن المهرجان لا يحتوي على عروض مسرحية فقط بل على ندوة فكرية تستمر خلال ثلاثة أيام، وتعقد لها أبحاث معمقة كما تشتمل الفعاليات على ندوة نقدية تطبيقية تستمر خلال أسبوع واحد وتشمل تقديم تجارب وشهادات لجميع المبدعين وورشة فنية ومعرضا فنيا للحركة المسرحية في الخليج مع نشرة صحافية تصدر بصفة يومية وحفلا خاصا بتكريم رواد المسرح في الخليج، فضلا عن عرض الافتتاح والختام وتوزيع الجوائز التي تفرزها لجنة التحكيم في المهرجان. ورصدت جوائز مالية قيمة لجوائز التحكيم تساهم فيها عادة الدولة المضيفة كما يساهم فيها حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الامارات صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، اذ ساهم بمكرمة أضافت قيمة مادية مجزية لجائزة الابداع للعرض المسرحي الأول وقيمتها عشرة آلاف دينار، وهذا يشكل فضاء عريضا للمهرجان يستمر ما بين أسبوع أو عشرة أيام. وتحت هذا الفضاء يتم تقديم عروض مسرحية وأنشطة ثقافية موازية.
وكيف وجدتم استقبال الناس لهذا المهرجان؟
- لاحظنا ظاهرة فنية مهمة في معظم الدول المعنية بهذا المهرجان، وهي اقبال الجماهير على المسرحيات التي تعرض في دول المهرجان. ففي سلطنة عمان عندما انعقدت الدورة هناك، أدت إلى حوادث تغييرات في تقبل المسرح من قبل الجمهور وشاهدنا كيف كان الجمهور خارج المسرح يراقب العمل واستمر ذلك طوال أيام المهرجان. ومن خلال لقائنا مع الوزير السابق تغير الاهتمام بالمسرح وأصبح لدى السلطنة ست عشرة فرقة مسرحية كما تطور اهتمام ادارة المسرح بهذه الفرق، إذ توافرت لسلطنة عمان حركة مسرحية مستمرة وخصوصا ما يسمى بمسرح الشباب الذي تدعمه الدولة بصورة كبيرة وتنظم له مهرجانا سنويا وتعقد له الورش وتتيح له الفرصة لجميع فرق الولايات، وهذا التصرف يعكس الاهتمام الواعي بالمهرجان ويؤكد أنه يجتذب الناس ويحرك الساحة الثقافية، وبالتالي يساهم في تطوير الاهتمام بالمسرح والابداع.
وهل هناك علاقة بين بناء المسرح الوطني في المملكة وهذا المهرجان؟
- بالنسبة إلى ما تخطط له المملكة بشأن اقامة مسارح عدة فيها. فهو أمر يخضع أولا لشروط ومتطلبات خاصة بالحركة المسرحية في بلادنا، فهو مطلب قديم وساهمت شخصيا في كتابة تقارير استشارية بشأن هذا الموضوع وهناك دراسات كثيرة بشأنه، وهذا المطلب نابع من داخل الحركة الثقافية. هذا اولا، أما ثانيا فان دورات المهرجان تلعب حاليا دورا مهما في تحضير الدول لتطوير اهتمامها بالمسرح ولاشك في أن انعقاد الدورة التاسعة في مملكة البحرين شكل واحدا من عوامل التسريع في هذا المطلب وهو أمر حدث في دول أخرى. وفي كل الأحوال فان دورات المهرجان لها شروط ومتطلبات لأن العروض المسرحية لا تقام في الهواء الطلق، وانما تقام فوق مسارح تتوافر فيها شروط العرض، ومهرجان بهذا الفضاء العريض يحتاج إلى مرافق ثقافية متكاملة، وإذا كان له فعلا هذه الشروط فهو يساهم عمليا في تطوير الحركة المسرحية وتطور مرافق هذه الحركة
العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ