ازدادت موجة التهجير التي تقوم بها ميليشيات الأحزاب الكردية للمواطنين العراقيين العرب من سكان المناطق المحاذية لإقليم كردستان بحجة كونهم من الوافدين إلى هذه المناطق إبان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، إذ حصلوا على البيوت والأراضي الكردية بسبب سياسة التعريب التي اتبعها النظام ضد الأكراد.
ويؤكد مئات الأفراد الذين اقتلعوا من أراضيهم وبيوتهم ودفعوا إلى أطراف الصحراء حيث افترشوا الرمال في خيام مهترأة أنهم من العشائر العربية القديمة التي تسكن هذه المناطق منذ العشرينات من القرن الماضي، وأنهم ليسوا وافدين إلى هذه المناطق كما تدعي «البيشمركة» وأنهم رحلوا من أراضيهم تحت سطوة السلاح وبتواطؤ مع المحتلين الأميركان.
وأشار رؤساء القبائل العربية في بعقوبة والحويجة التي هُجِّر منها 100 ألف عربي خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى أن مناطقهم هي مناطق تدخل ضمن الشريط العربي، فقضاء الحويجة الذي أدمج الآن في منطقة إقليم كردستان وهُجِّر أهاليه العرب من ديارهم، هو قضاء عربي منذ إعلان الدولة العراقية في العام 1921، والآن يدعي الأكراد أنه قضاء كردي، ويجب على العرب أن يخرجوا منه.
وقالت بعض العوائل المهجرة إنهم هُددوا بالقتل إذا لم يخرجوا من بيوتهم ويذهبوا إلى داخل المناطق العربية، وإذا اقتضى الأمر فإن «البيشمركة» ستستعمل السلاح بشكل جدي، وان إخراج العرب من هذه المناطق جاء بأوامر عليا من البارزاني والطالباني.
ويؤكد هؤلاء المواطنون أنهم يعانون من شحة الأكل والألبسة ويواجهون البرد بأجسام عارية، ولا توجد كفاية من مفروشات النوم أو الأغطية، ما يعرض الأطفال لأنواع كثيرة من الأمراض.
ويقول المواطنون: مع كل ذلك يتفاخر قادة الأكراد بأنهم قد طردوا العرب من مناطقهم، وان حملتهم لطرد العرب مستمرة ولن تتوقف إلا بعد استكمالها في المناطق كافة.
وكشف بعض المواطنين عما تعرضوا له من ضرب وإهانة وتهديد على يد البيشمركة، وحماية لحياتهم ارتأوا مغادرة المنطقة والتوجه إلى الصحراء حيث توجد معسكراتهم التي تعجّ بهم من دون توافر أبسط مقومات الحياة العادية
العدد 657 - الأربعاء 23 يونيو 2004م الموافق 05 جمادى الأولى 1425هـ