العدد 657 - الأربعاء 23 يونيو 2004م الموافق 05 جمادى الأولى 1425هـ

الوسط - جعفر الجمري

ابن ماء الأرض

جيلان مرّا على روحي

واسألها روحي: أكنت هنا يوما؟

أكنت أبا لي

حين مرَّ بلا «أهلا»

سلاما أينما كانت رؤاك

سلاما ايها الأب في اعتزالك

لا ضغينةَ

أذكرُ المفتاح حين تدسُّ أمي

دفئها تحت المخدَّة

كي أفرَّ الى الصباح الرحْب

من ليل العصا...

جيلان مرَّا على روحي

وألف خيانة

ما زلت أحصي بعضها للآن

لي حريَّةٌ في القيد

ما زالت تغنِّي أمسَها العبثيَّ

لي قلبٌ مضى لسوايَ

لم اعبأ كثيرا

بالذي اقترف الذين أحبهم

يا قلب دعني لانتصار واحد

كي أثبت العكس المقيم

أحب من خانوا انكساري

هل أخون الروح لو أني انكسرتُ

هل يرى أعمى البصيرة ما محوتُ وما كتبتُ

يا ليل العصا الدامي

«دِخيلْ» (1) الجرح حين يكون أكثر

مَنْ أريد بهم مدى

لك الكلمات من أَلِفِ ابن ماء الأرض

وابن سماء ماء لست أذكر إسمه

أبدو «غدا» في «يوميَ» المرصود

للجهة التي وشّحْتها بنعاسي الماضي

كما البدوي يتعب حين

لا يجد السماء صريحة

هل كنت أهذي حين أرمز

للسماء بما تبقى لي

من التين المشاع ورحمة الأعداء؟

لي جيلان يا وثنيَّ أعبائي

ولي بعض المقدس...

درس هذا البيت

حين أحيله صفة الى اللا شيء

لي مرآة سيدة

تركتُ فضاءها حجرا

ولي جيلان في هذا المؤثث

من بقايا الروح

لي بابان: أدخل واحدا

فيطلُّ «هولاكو المعاصر»(2)

كي يصد مجاليَ الحيوي

في باب تركت فضاءه

لرواة ملحي القادمين.

(1) كلمة عامية يراد بها الاستجارة.(2) من مجموعة «أحد عشر كوكبا لمحمود درويش»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً