دخلت طائرة الإصلاح سنتها الثالثة وهي تلف وتدور حول العالم، ولاحظ القبطان أن المسافرين العرب أصيبوا بالملل من كثرة الكلام العام والوعود التي سمعوا بها مرارا، فقرر أن يغيّر قواعد اللعبة ويعطي بعض الأرقام الدقيقة.

القبطان... الآن نصل إلى برامج التربية والتعليم. فالمسألة خطيرة لأن الدول الثماني تراهن على نتائجها الإيجابية في المستقبل. وبسبب أهمية هذا الحقل قررت قمة سي آيلاند تكليف اليابان ببناء 30 مدرسة في اليمن تستوعب 18 ألف طفل. كذلك كلفت طوكيو بالإشراف على طباعة الكتب المدرسية في اليمن وإنشاء مطابع خاصة لهذا الغرض قادرة على طبع 10 ملايين كتاب في السنة.

مسافر معلقا... هذه المرة الأولى نسمع بها إشارات رقمية سريعة. فكل الكلام السابق فاض من المضمون وغير واضح في معلوماته.

القبطان... ثقوا بنا واعتمدوا علينا. فهناك الكثير من الكلام لم نقله بعد. اسمعوا. مثلا قررت قمة الثماني إعداد برامج لترجمة الكتب الأميركية في مصر والأردن، واستعمال الكمبيوتر، والتعامل مع ما أسمته القمة «المعرفة الرقمية».

مسافر... ماذا تعني؟ المعرفة الرقمية تعني تطوير التعامل مع الأرقام والتقليل من كلام الإنشاء والخطب الرنانة الطنانة التي تعودتم على سماعها. فالمطلوب الآن إدخال اللغة الرقمية على العربية وتحويل خطط التنمية من شعارات حماسية إلى برامج محددة في خطواتها.

مسافر... «وأميركا ما دورها في الموضوع؟». القبطان... دور أميركا تنظيم وقيادة «المعرفة الرقمية»، وذلك بالتعاون مع كندا التي تبنت البرنامج في الأردن وفلسطين. وسيقوم الاتحاد الأوروبي بمساعدة كندا في دعم برامج التدريب المهني بغرض توسيع فرص التشغيل لشبيبة المنطقة ضمن إطار مشروع الحوار الشبابي الأوروبي - المتوسطي... و...

مسافر... ها قد عدنا إلى الكلام العام والخرط، ماذا عن أميركا ودورها في «المعرفة الرقمية؟».

القبطان... آه أميركا. بلدي قرر تمويل ترجمة 80 كتابا للأطفال.

مسافر... «وهل هي كافية لإشعال نهضة عربية شاملة من المحيط إلى الخليج؟». طبعا لا. انها بداية فقط لنبدأ أولا حتى نعرف أين سننتهي، وكيف سننتهي؟

مسافر... «نريد أمثلة عينية». القبطان... هناك أمثلة محسوسة كثيرة، مثلا موّل الاتحاد الأوروبي 600 مشروع في إطار برامج التدريب المهني ومنح 14 ألف شاب فرصة المشاركة في نشاطات ترفيهية وزيارات لدول أوروبية وأميركية للاطلاع والتعارف.

مسافر... «600 مشروع و14 ألفا؟ لم نسمع بهذا الأمر. فهل المقصود بالتدريب المهني دعوات السياحة للمسامرة والتفرج على مدن الغرب؟». القبطان... «طبعا هذا جزء من المشروعات وكل مصاريف التذاكر والرحلات والندوات والمحاضرات والمؤتمرات والإقامة في الفنادق والسياحة والطعام والنقل تقتطع من الموازنات المخصصة لبرامج التنمية والتحديث في المنطقة العربية. فكل دولار محسوب».

مسافر... «والسعودية، لم نسمع عنها طوال الرحلة. ما حصتها من حفلة النصب والاحتيال، عفوا أعني حفلة الإصلاح هذه...؟».

القبطان... السعودية. آه قررت الدول الثماني تكليف اليابان بإنشاء مشروع لصيانة السيارات في هذا البلد يوفر 600 فرصة عمل ما بين موظف وعامل.

مسافر... «كاراج سيارات؟». القبطان... لا. ورشة سيارات للصيانة. تعلمون أن السعودية تستهلك الكثير من السيارات سنويا ومعظمها يستخدم مرة واحدة أو لفترة قصيرة ثم يرمى في الصحراء لذلك قررت ا 8 في سي آيلاند إنشاء مثل هذا المشروع الحيوي للاستفادة من السيارات المستعملة.

مسافر... «وهل ورشة سيارات كافية». لا. انها بداية كما ذكرت. وبعدها نفكر بمشروعات أخرى لزيادة التحديث والتطوير.

مسافر... «ماذا عن أميركا؟». القبطان... آه بلدي. قررنا دعم تسع دورات لطلبة متفوقين وعقد ندوات لمديري شركات... و...

مسافر... «كفى، متى تنتهي الرحلة؟».

القبطان.... انها طويلة، فنحن في بداية المشوار. والآن اذهبوا إلى النوم. المطلوب منكم الثقة بنا والاعتماد علينا. نلتقي غدا