العدد 655 - الإثنين 21 يونيو 2004م الموافق 03 جمادى الأولى 1425هـ

... وللمعوقين من يعينهم

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قليل من أفراد المجتمع البحريني ممن يعي أو يهتم لحاجات ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد أو غيرها... ليس هذا فحسب، فحتى الأسر التي يوجد في أحد أبنائها مثل هذه الإعاقات لا تكترث بالأمر كثيرا نظرا إلى قلة الإمكانات المتوافرة في هذا البلد.

وقد نسمع عادة عن هذه الحالات عبر الصحف أو زيارة المراكز المؤهلة التي تحتضن هذه الفئة، وهي في الواقع لا تفرق بين فقير أو غني.

ومناسبة الحديث عن ذلك هي ما قامت به ثلاث نساء بحرينيات حديثا وهن ناهد إسحق ونور جهاد وأميرة نورالدين اللواتي قررن أن ينظمن فعالية خيرية في حديقة أحد منازل أقربائهن بطريقة مبتكرة وبصورة غير مألوفة عن أنشطة وفعاليات خيرية، وأطلق على فعاليتهن اسم «ذا ارت ووك» إذ قررن تسخير طاقتهن لمساعدة أصحاب التخلف العقلي البالغين «في مركز الرحمة» الذي يعد المدرسة الوحيدة النهارية التي تستوعب هذه الفئة من المجتمع وتقوم بتوجيه طاقاتها من خلال ابتكار أعمال يدوية مختلفة.

غير أن هذا المركز لا يستطيع أن يستوعب أعدادا كبيرة نظرا إلى إمكانيته المحدودة...

لقد جاءت هذه البادرة من أجل مساعدة هذا المركز الذي ربما القليل قد سمع عنه. كما أن الفعالية جاءت إيمانا بأن هناك صورا مختلفة للحاجة موجودة داخل مجتمعنا البحريني، لكن للأسف لا يتم الالتفات إليها بصورة جدية.

فبحسب نظر ناهد إسحق (إحدى الثلاث) نجد أن هناك الكثير من المحتاجين في البحرين، فلو قام كل شخص بعمل خيري واحد لكان العالم بخير... إذ أشارت إلى أن صور الحاجة لا تتمثل فقط في توفير الجانب المادي بل حتى المعنوي.

الجميل في الأمر أن هؤلاء النسوة وجدن أنفسهن في هذا العالم الجديد والتعيس في الوقت ذاته، وفعاليتهن - التي نظمت أول مرة من أجل مركز الرحمة شـارك فيها فنانون بحرينيون ومقيمون من مختلف الجنسيات التي تمازجت مع أنغام الموسيقى الكلاسيكية وتوزيع قطع السوشي الياباني على الزائرين والمتطوعين هي فعالية جديدة علينا ولا هي على طريقة جلسات الشاي ولا حتى طريقة الأطباق الخيرية التي سئمنا السماع عنها على الدوام.

ما شجعني على كتابة هذه السطور هو أن هناك فئات مقتدرة بدأت تعي الوجه الآخر في مجتمعنا وتسعى إلى سد حاجاته من خلال إضافة البسمة على وجه البحريني المحتاج والمعوق واليتيم، وربما الإحساس بحجم المعاناة وتخفيف وطأتها عبر تقديم صور شتى للمساعدة. وكلنا أمل أن تلقى هذه الفعالية التشجيع وتنظم سنويا مع حلول ربيع كل عام

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 655 - الإثنين 21 يونيو 2004م الموافق 03 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً