اعتقد الجميع وبعد الحوادث الدامية التي شهدتها الخبر السعودية، القاعدة الصناعة النفطية، بأن تنظيم «القاعدة» خرج وبعد أربع سنوات من الحرب ضد الإرهاب، أكثر قوة وقدرة على إلحاق أكبر قدر من الخسائر، المادية والمعنوية والبشرية، بالولايات المتحدة وحلفائها، سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه.
بيد أن الحوادث الأخيرة في السعودية أكدت المثل القائل أن «من يزرع الريح يحصد العاصفة». فبعد أن اعتقدت «القاعدة» بهجماتها الإرهابية المتكررة بزعامة عبدالعزيز المقرن بأنها نجحت في إخراج القوات الأميركية من المملكة، وتابعتها بالسير بخطوات ثابتة لإخراج جميع الأجانب والشركات وضرب البني الاقتصادية للمملكة، فاجأتها قوات الأمن السعودية وأثناء حصد التنظيم لريح جديدة بعد تنفيذه لتهديده بإعدام الرهينة الأميركي بول جونسون بضربة موجعة من حيث التنظيم والتنفيذ.
فبعد الرياح التي ظل التنظيم يزرعها في الخبر وينبع والرياض ومكة المكرمة وغيرها من مناطق السعودية، أعدت له قوات الأمن عاصفة كبرى تمثلت في قطع رأس الأفعى النافث للسم، إذ شنت سلطات الأمن هجوما على حي الملز قتل فيه المقرن زعيم ما يسمى «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» وثلاثة آخرون من قائمة الـ 26. كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اعتقال 12 آخرين.
إلى ذلك كابر التنظيم في إعلان مقتل المقرن، إذ نفى عبر بيان نشر على الانترنت هذا الحادث، ولكن ذلك لم يمنع المملكة بأن تثبت مقتله بعرض صور لجثته وثلاثة آخرين من أتباعه، فدعا ذلك «القاعدة» بأن تجر أذيال الهزيمة وتعترف بمقتله عبر بيان آخر.
ولكن يبقى السؤال: هل انتهت الهجمات الإرهابية في المملكة، أم أن السعودية قطعت ذيل الأفعى لا رأسها؟ ويبقى عليها مواصلة الجهد لإعادة النظام والاستقرار في ربوع أرض الحرمين
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ