قد يكون مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب بما يحمله من تفاصيل وطموحات كثيرة مازال قيد الإعداد، وبانتظاره طبعا تحديات كبيرة بعد أن يُقر، ويصبح وثيقة رسمية تسترشد بها مختلف مؤسسات ووزارات الدولة. وبالإمكان أن تعتريه عدة صعوبات في مراحل التنفيذ الأولى، إلا أن الأهم من ذلك باعتقادي عملية التغيير التي أحدثها المشروع في الأوساط الشبابية.

فعلى رغم عدم تفاعل بعض الجمعيات والتنظيمات الطلابية مع المشروع، ومحاولة البعض التقليل من شأن المشروع من دون أية أسباب مقنعة تذكر، فإن هناك المئات من الشباب الذين ساهموا في إعداد الاستراتيجية سواء من خلال توزيع استمارات الدراسات الميدانية لمختلف محاور الاستراتيجية، والتي هدفت إلى التعرف على احتياجات الشباب البحريني، وآمالهم، أو الذين كتبوا آراءهم وبياناتهم في الاستمارات، هؤلاء جميعا قد تغيرت أوضاعهم، وأصبحوا أفضل حالا بكثير.

أخيرا أتيحت لي الفرصة للقاء العشرات من الشباب والشابات الذين انخرطوا في العمل التطوعي من أجل إعداد استراتيجيتهم للمستقبل، اتضح لي ما أحدثه مشروع الاستراتيجية من أثر. فمعظم الذين التقيت بهم استفسرت منهم عن الفوائد التي اكتسبوها من العمل في مشروع الاستراتيجية، وخصوصا أن معظمهم من المتوقع أن يتعدى مرحلة الشباب بعد سنوات قلائل، فماذا كان الجواب؟

لقد أكد الشباب والشابات من دون استثناء، وأستطيع القول بأن هناك إجماعا لم أشاهده في أوساط شبابية أخرى على قضية تعنيهم، بأن مشروع الاستراتيجية قد غيّر فيهم الكثير، وقبل شهور من انشغالهم بالعمل في المشروع كانت نظرتهم تجاه المجتمع والحياة والوطن سلبية للغاية، ولكن مع شروعهم وانهماكهم في المشروع، أدركوا أهمية وثيقة الاستراتيجية للشباب البحريني، وللأجيال القادمة فتغيرت نظرتهم تماما لتكون إيجابية، وفي بعض الأحيان بشكل مفرط ومثالي.

هذا التفاؤل التاريخي الذي استطيع تسميته من الأهمية بمكان استثماره، والبناء عليه بعد الانتهاء من إعداد الاستراتيجية بعد شهور معدودة، حتى لا نخسر ما بناه القائمون على الاستراتيجية، وهو تفاؤل شباب الوطن