العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ

بدأ «الاصلاح»... العلم في الصغر (6)

وليد نويهض walid.noueihed [at] alwasatnews.com

كاتب ومفكر عربي لبناني

انقضت سنة ثانية على إقلاع طائرة الاصلاح. القبطان يواصل شرح برامج التحديث والتطوير للمنطقة العربية... والمسافرون العرب يسمعون وبدأ الدم يصعد إلى رؤوسهم.

انتهينا من توضيح فكرة إصلاح القضاء وتطوير الاعلام، ونأتي الآن إلى شرح كيفية تحديث الحكومات العربية. الخطة وزعت الادوار على الدول الثماني. مثلا ألمانيا ستدعم تحديث أنظمة إدارة الأموال العامة والبلديات في اليمن وموريتانيا. واليابان ستتكفل بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة للتنمية» في إصلاح الوضع المالي والبلدي في فلسطين مع رعاية خاصة بتحديث مكتب رئيس الوزراء. وبريطانيا ستتولى إصلاح الادارات العامة وكذلك دعم منظمات «المجتمع المدني» وتحديدا منظمة المرأة العربية واتحاد المرأة الاردنية. وفرنسا ستشرف على «برامج تنمية اجتماعية» في المغرب وتونس وفلسطين.

أما إيطاليا. مسافر «إيطاليا برلسكوني تاني». نعم. إيطاليا ستقوم بدور مهم وكلفت بدعم «الحكومة الالكترونية» وإدارات عامة في الأردن وتونس.

مسافر... لم أفهم المقصود بـ «الحكومات الالكترونية». سؤال جيد. الحكومات الالكترونية ستقود المنطقة العربية إلى عالم الحداثة والتطور وحتى تقوم بمهماتها على أكمل وجه أقر نظام مراقبة وتوجيه عن بعد. فالدول الثماني قررت تشغيل محطة متطورة إلكترونيا في قاعدة تامبا في ولاية فلوريدا. وهذه المحطة موصولة بالأقمار الاصطناعية في الفضاء الخارجي ومنها ستتم مراقبة أعمال «الحكومات الالكترونية». وحين ترتكب الاخطاء يتم تصحيحها وتوجيهها من محطة تامبا.

مسافر... ولماذا كل هذا التعب، أوليس الأفضل أن توجه «الحكومات الالكترونية» مباشرة وليس مداورة وعن بعد.

القبطان. تغير العالم وتطور. في الماضي كانت الدول الكبرى تحتاج دائما إلى جيوش للاحتلال وبعد الاحتلال تضطر إلى أن تبقى. الآن الحداثة التقنية خففت الحاجة الدائمة إلى الجيوش. فالجيش يستخدم في المرة الأولى أو عند الحاجة وبعدها تنصَّب «حكومات الكترونية» تدار بجهاز التحكم عن بعد. هذا ما حصل في أفغانستان (حميد قرضاي) وهذا ما سيحصل في العراق (إياد علاوي).

وبعد نجاح التجربة (النموذجية) في البلدين قررت واشنطن تعميمها ونقلها إلى الكثير من البلدان العربية والاسلامية. فالحكومات الالكترونية مهمة جدا في عصر العولمة والحداثة. في الفترة الماضية اضطرت بريطانيا وفرنسا إلى إصدار سلسلة اتفاقات لتقسيم المنطقة لتسهل السيطرة عليها. وكما تعلمون تفاهم سايكس وبيكو على تقسيم بلاد الشام والعراق، وأصدر اللورد بلفور وعده لليهود بإنشاء وطن في فلسطين. وهكذا. دور أوروبا القديمة انتهى والآن نحن لسنا بحاجة إلى تلك الاتفاقات والوعود. فالزمن تجاوزها. نعيش الآن عصر تشيني - رامسفيلد وعهد سايكس - بيكو مضى، والمطلوب منا تغيير خريطة «الشرق الأوسط» وإعادة رسم حدود المنطقة وفق مصالحنا ومن خلال التحكم عن بعد بواسطة «الحكومات الالكترونية»، كما فعلنا في كابول وبغداد. هل تبلورت الفكرة صديقي المسافر؟ نعم.

الآن ننتقل إلى شرح ما تبقى من خطط للاصلاح. فكما تعلمون ان الهدف من كل هذه المشروعات والبرامج هو الوصول إلى «بناء مجتمع المعرفة» أي مكافحة الأمية وترقية الانظمة ومساعدة الدول المهتمة في تحسين أنظمتها التعليمية. وكلفت كندا بوضع خطة للإصلاح التعليمي، وألمانيا ستعمل على تحسين أوضاع المدارس في مصر والأردن واليمن وفلسطين. وإيطاليا... مسافر يعترض على برلسكوني. نعم إيطاليا ستتولى وضع برنامج «العلم للجميع» وستطبقه في أفغانستان وليبيا. وبريطانيا ستساعد الحكومة المصرية في توجيه برنامجها لمحو الأمية.

مسافر... أميركا، ما هو دورها؟ القبطان... بلدي سيرعى مشروع «شراكة مدرسية» لتعزيز التعليم في المغرب وتونس وعُمان ومصر. وسيقوم المشروع المذكور بتمويل إصدار كتب مدرسية وترجمات وتدريب المعلمين و«إعادة نشر النصوص الكلاسيكية». مسافر «ماذا تعني بالكلاسيكية؟». لا أعرف.

مسافر... «ولكن الكتب الأميركية وكل ما له صلة بالتصنيع والسينما وغيرهما معروف في المنطقة ومترجم منذ زمن ولم يقدم ولم يؤخر».

القبطان... لا، هذه المرة ستكون المسألة مختلفة. فالخطة تهدف في النهاية إلى منع الكتب الأخرى والاكتفاء بما نختاره نحن من كتب للترجمة والتعريب. فالمشروع طويل ويبدأ من الاجيال الجديدة وكما يقال «العلم في الصغر كالنقش في الحجر». ناموا الآن. وغدا أقدم بعض الاضافات الجديدة

إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"

العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً