العدد 653 - السبت 19 يونيو 2004م الموافق 01 جمادى الأولى 1425هـ

بن سلوم: سأتدخل إذا تم الاختراق بطريقة غير شرعية

اجتماع طارئ لمناقشة مقبرة مقابة اليوم

أوضح محافظ الشمالية أحمد بن سلوم أنه لو تبين أن هناك اختراقا لمقبرة مقابة بطريقة غير شرعية أو قانونية فسيسعى للتدخل وحل الموضوع. جاء ذلك في لقاء خاص لـ «الوسط» مع المحافظ ومدير إدارة الشكاوى في المحافظة رضوان الموسوي أمس في مقر المحافظة.

وأضاف بن سلوم «ان المحافظة لا تعلم بأمر المقبرة إلا من خلال الصحف إذ لم يتقدم لها أحد من الأهالي أو المسئولين بأية شكوى عن الموضوع، ولكنها تابعت الموضوع مع الجهات المختصة المتمثلة في الصندوق الخيري وعضو المجلس البلدي للدائرة». وأشار إلى أن هناك اجتماعا طارئا سيعقد اليوم لمناقشة الموضوع في منطقة مقابة بحضور ممثل من المحافظة وإدارة الأوقاف الجعفرية والمجلس البلدي وعدد من الأهالي. ومن جهته أوضح الموسوي أن هناك تناقضا شديدا في الأمر لأنه في بادئ الأمر حصل على معلومات تؤكد ما يقوله الأهالي بأن هناك متنفذين يسعون إلى شق شارع في أحد جوانب المقبرة، ولكن بعد ذلك اختلفت المعلومات لتشير إلى أن هناك أعمال تطوير وتنظيم للمقبرة من خلال تشييد أرصفة داخلها وعلى اثر ذلك يجب دفن بعض القبور، ولكن المعلومات الأخيرة التي وصلته توضح ان المسح الذي اجري على المقبرة في العام 1996 يوضح بناء شوارع حول المقبرة.

واعتصم أهالي مقابة أمس حول القبور التي أزيلت أجزاء منها، وأكدوا أن متنفذين لهم يد طويلة في الموضوع، فيما تحدث البعض عن وجود عريضة بالموافقة مررت على بعض الأشخاص في القرية، ووقعوا بالموافقة على شق الشارع في المقبرة، وكانوا يرددون: لا لسرقة رفات الأجداد. واستنكروا تحويل جزء من المقبرة إلى شارع، وأشار أحدهم إلى انهم في بادئ الأمر أخبروا بأن هذا الأمر خدمة للمقبرة ولكن ما هو تفسير وجود الجرافات في وسط المقبرة وشواهد القبور المرمية في كل مكان، ولذلك طالب بوقف عمليات الردم وإزالة القبور، وإلا فإن أهالي القرية سيقفون ضد أي تحرك لنهب المقبرة.

من جهته أكد نائب رئيس صندوق مقابة الخيري محمد إبراهيم المقابي أن «الصندوق بدأ منذ اكتشاف الموضوع بالتحرك على مستوى المسئولين في المحافظات ودائرة الأوقاف». وطالب المقابي المسئولين وعلى رأسهم المحافظ بضرورة التحرك السريع، لأن هذا يعد اعتداء على أرض للمسلمين، مشيرا إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على هذه المقبرة إذ اقتطعت منها أجزاء من قبل، وبالتالي فإن الصندوق سيقوم بمخاطبة المسئولين، وسيفعل كل ما بالإمكان. وقال: «تفاجأنا كثيرا عندما رأينا آثار الردم على جانب المقبرة. وأنا أعتبر هذا العمل اغتيالا صريحا للمقبرة، وتعديا على حرمة الموتى الذين لا يملكون سوى هذه الرقعة. ولدينا شكوك بشأن مسألة الإنارة في المقبرة، ونحن نعتقد أن لها صلة بالموضوع، فقد طالبنا بها لفترات طويلة، ولكن الآن تم الانتهاء منها في فترة بسيطة جدا، ونتصور أنها جزء من هذه اللعبة».

وبين: ان الأهالي في المرحلة المبدئية، ونعتبر هذه الرسالة خطوة أولى لبدء التحرك، وسنخاطب في المرحلة الثانية رجال الدين ليكون التحرك من قبلهم، لأن المسألة تتعلق بالأمور الدينية. وتمنى أن يتحرك كل رجال القرية، لأن هذا الاعتداء يهمهم جميعا. من ناحيته أوضح أحد رجال الدين أن الدين الحنيف يحرم هذا العمل الجائر بكل صوره، فردم القبور لعمل شارع غير جائز بتاتا، وهذا يعد هتكا للحقوق. وقال: «إذا تنازلنا عن الأمور الصغيرة - ونقصد بها سرقة جزء من المقبرة - فإننا سنسكت عن الأمور الكبيرة». وكان للنساء دور إذ وجهت نساء مقابة صرخة استغاثة إلى جلالة الملك الذي أكد أنه سيحفظ حقوق الأيتام، فأكل الوقف كأكل مال اليتيم.

وتحدث عيسى المقابي عن تاريخ المقبرة والمسح الذي أجري فيها، موضحا أن «شهادة المسح تعود إلى العام 96 ففي أواخر السبعينات قمنا ببناء جدار المقبرة، وفوجئنا بأن وزارة الإسكان كانت تخطط لإنشاء دوار في المقبرة، على رغم أن هناك قبورا مضت عليها مئات السنين تعود إلى زمن الطاعون الذي اجتاح المنطقة، وحتى قبل هذه الفترة».

يذكر ان مقبرة مقابة تعود إلى أكثر من 200 سنة، وتعد الأقدم في المنطقة. وكانت هذه المنطقة مزار علم للعلماء إذ تزخر بالمساجد والحوزات التي لاتزال آثارها باقية لحد اليوم حتى أن القرية سميت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة القبور فيها

العدد 653 - السبت 19 يونيو 2004م الموافق 01 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً