العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ

تلفظ أنفاسها الأخيرة... وتفوز بجائزتين عالميتين!

شيخة الشعلان comments [at] alwasatnews.com

فنجان قهوة صباحي احاول الا ينسكب على «اللاب التوب» أمامي، عنوان مثير يشد عيني المعلقتين بالجهاز منذ الصباح: فيما يلفظ المشروع انفاسه الأخيرة!

عنوان يحمل اسقاطات النهاية، ودلالات الموت والفناء، ونقطة في آخر سطر من مجلد عمل شاق بذلنا فيه العرق والوقت والجهد للإعداد للاستراتيجية الوطنية للشباب البحريني.

مشروع ضخم تشرف عليه المؤسسة العامة للشباب والرياضة ومكتب برنامج الامم المتحدة الإنمائيUNDP ، حصل حديثا على جائزتين عالميتين من المجلس العالمي لاستراتيجيات الشباب ICNYP في فيينا - النمسا، الأولى كانت لمشروع الاستراتيجية نفسه تقديرا للجهود المبذولة فيه التي أثمرت تعاونا متميزا بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، والمشاركة الشبابية في كل مراحل التنفيذ، على رغم انه لم يكتمل بعد، وللعلم فهذه الجائزة نالتها مملكة البحرين عن جدارة على رغم وجود استراتيجيات شبابية تنفذ في أربع دول أخرى هي الأردن واليمن وفلسطين ولبنان.

والثانية كانت لحملة «عبر عن نفسك» وهي جائزة تطرح لأول مرة في الشرق الأوسط لمبادرة شبابية اعتبرها المجتمعون في فيينا مثالا للمبادرات التي تقوم على الشباب وتتوجه للشباب من الألف حتى الياء. وخلال الأيام المقبلة تستضيف كل من القاهرة وبيروت مؤتمرين على مستوى الشرق الأوسط، وسيناقش المؤتمران التجربة الناحجة: تجربة مملكة البحرين في تطوير استراتيجية وطنية للشباب.

كل هذه النجاحات على المستويين الشرق أوسطي والعاملي والمشروع يلفظ انفاسه الاخيرة؟! إنه من المهم ان أشير إلى جوانب ومغالطات احتواها التحقيق المنشور في صفحة نوافذ، العدد 646 / الأحد 13 يونيو/ حزيران 2004 أوردها في النقاط التالية:

- كل شاب بحريني وشابة بحرينية بحاجة إلى الاستراتيجية، لأنها ببساطة تمتد لتطال كل الجوانب الحياتية، من تعليم وصحة وعمل وتدريب وبيئة ورياضة وترفيه وحقوق وحريات، لذلك نحن في امس الحاجة إليها. انها ببساطة ستسد كل الثغرات الموجودة في كل مكان، وتحقق لنا مستقبلا أفضل، إن لم يكن لنا فلأولادنا واخواننا.

- تم بعث فاكسات إلى كل الجمعيات بلا استثناء، دعوات إلى الحضور والمشاركة، سواء في حملة عبر عن نفسك أو في الاجتماعات الخاصة بمجموعات النقاش، وعلى رغم ذلك جاءت غالبية المشاركات الشبابية بصفة شخصية، ولأكون أكثر صراحة دعونا تجمعات شبابية داخل الجمعيات الكبرى، فما كان منهم إلا ان حضر واحد بالنيابة عن قائمة تضم اكثر من 15 اسما، ولم نره بعد ذاك الاجتماع اليتيم.

- فريق «حملة عبر عن نفسك» يتألف من منسقة الحملة خولة المهندي، وخمسة منسقين للمجموعات التي تعمل ضمن نطاق المحافظات، وقرابة 200 شاب وشابة يشاركون في توزيع 10 آلاف استبانة على الشباب البحريني في مختلف المناطق ضم الفئة العمرية (15 - 30 عاما)، ولو كان كما ورد في التحقيق عشرة آلاف، لاضطررنا للاجتماع في الأستاد الوطني، وليس في مقر مركز سلمان الثقافي كل اسبوع؟!

- أشار التحقيق إلى ان مجموعة من خريجي الثانوية من تبلغ نسبهم 75 في المئة فأكثر لا يعرفون شيئا عن المشروع، وانا هنا ارد السهم إلى قوسه وأسأل السؤال ذاته: إذا كان شباب الاستراتيجية لا يمثلون كل الشباب البحريني - بحسب ما جاء في التحقيق - فهل يمثل هؤلاء الطلبة الذين قدموا لمقر الصحيفة كل طلبة الثانوية؟!

قد لا يتسع الحديث للتطرق إلى كل المشروع لأنه ببساطة ضخم ومتشعب، ولكنني أعتقد انه لا أكثر من تلك الجوائز دلالة على أن مشروع تطوير الاستراتيجية الوطنية للشباب البحريني لا يلفظ انفاسه الاخيرة. إنه الطفل الذي تلقيناه جميعا بالحب والرعاية والاهتمام، ويكفينا فخرا خطاه الثابتة امام العالم أجمع، وكلنا نتطلع لخطاه الأكثر ثباتا في المستقبل القريب.

كاتبة بحرينية

العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً