واصل «طائر الميمون» رحلته الإصلاحية. القبطان «استيقظوا من سباتكم» فنحن الآن في صباح يوم السبت. تركنا لكم الجمعة للراحة وعلى رغم أن عطلتنا تقع في يوم مختلف فإننا فضلنا أخذ العطلة الجمعة احتراما لخصوصياتكم. واليوم نعود لاكمال ما تبقى من برامج للإصلاح والتطوير والتحديث. فاستعدوا وانتبهوا.
بعد الزيارات المتبادلة للتعارف وكسب الخبرات، سنبدأ الحوار لدعم الديمقراطية. وستعتمد الحوارات مستويات مختلفة فهناك حوارات منفصلة وهناك حوارات ستجمع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الأهلية، وستكون جداول المؤتمرات عامة وستشمل قرارات لتقاسم المعلومات والبرامج مع مراعاة خصوصيات كل بلد. وسيتم في إطار هذه الحوارات تبادل الزيارات والتوأمة بين المدن. وستتركز التوأمة بداية بين تركيا واليمن وايطاليا. وعلى موازاة الحوارات سنقوم بتأسيس هيئة تنمية القطاع الخاص. نعلم أن هيئة واحدة ليست كافية ولكنها بداية تفي بالحاجة. فالهيئة ستكون موحدة وبرأس مال مئة مليون يورو أو دولار فحتى الآن لم نقرر العملة التي سنعتمدها في عملية الإصلاح. المهم أن هذه الهيئة...
قاطع أحد المسافرين القبطان «من أين ستجمعون موازنة الهيئة؟». قررنا جمعها من ثلاث جهات: الدول الثماني، بلدان في المنطقة، وغيرها من المانحين. وحتى الآن لم نتفق على أسماء الدول والبلدان والمانحين ويرجح أن تكون من حكومات «شرق أوسطية». المهم أن الهيئة ستقوم بانفاق المال بعد حصولها على «التمويل المحلي» و«الدعم التقني» و«التمويل الدولي» على تغذية شبكة إقليمية من «الصناديق المالية» تكون وظيفتها تحسين التنسيق وتحسين مناخات الاستثمار واستكشاف الطاقات الموجودة لإعادة توظيفها.
بعد تأسيس هذه الهيئة سنقوم بإنشاء فريق عمل للاستثمارات يتكون من 8G + دول المنطقة. ويعاون هذا الفريق مؤسسة اطلقنا عليها اسم «مجلس الأعمال العربية» وسيكون دور المجلس المذكور البحث عن «البيئة الاستثمارية» و«تحديد العوائق» و«تقديم التوصيات».
أحد المسافرين «ولكن هذه المشروعات والمخططات والبرامج سبق واطلعنا عليها في بيانات عربية كثيرة». القبطان نعم، نعم. نحن لم نأت بالجديد. فمشروع الشراكة والتنسيق الذي صدر بالاتفاق في قمة سي آيلاند استند على إعلانات عربية سابقة واستخدم مقتطفات من تلك الإعلانات التي خرجت حديثا مثل إعلان قمة تونس، وبيان الاسكندرية، وإعلان صنعاء، وإعلان المجلس العربي للأعمال.
المسافر «وما الفائدة من تكرار الإعلانات». القبطان الفائدة أنها ستنفذ هذه المرة فاعتمدوا علينا. فنحن وضعنا خطة عمل (آلية) تطمح إلى دعم الجهود لضمان انتخابات حرة في ضوء الشفافية. وانتدبنا لكل دولة في 8G (الدول الثماني) مهمة محددة توكل إليها. فكندا مثلا تدعم التحضيرات للانتخابات الديمقراطية في أفغانستان، والاتحاد الأوروبي (بكل دوله) يشرف على الانتخابات في فلسطين، وفرنسا في اليمن، وتساعد ايطاليا جهود فرنسا في اليمن وجهود كندا في أفغانستان.
مسافر «وما المقصود من هذه الانتخابات الشفافة؟». القبطان القصد منها دعم التبادل الديمقراطي في وقت واحد مع برامج التدريب المهني واستخدام الانترنت. فهذه التحضيرات ضرورية للمساعدة في صوغ القوانين وتنفيذ الإصلاحات الاشتراعية.
مسافر «المسألة طويلة ومعقدة إذا». القبطان لا طويلة ولا معقدة فنحن أخذنا كل الاحتياطات اللازمة لإنجاز عملية الإصلاح في المنطقة العربية. خذ مثالا على ما أقول، قررنا مثلا إنشاء مشروع في البحرين لمدة ثلاث سنوات تشرف عليه بريطانيا وهدفه تحسين قدرة البرلمان على الاداء. ويترافق ذلك مع توسيع مشاركة النساء. وتم توزيع الأدوار على الدول الثماني، فكندا أخذت مصر، وفرنسا تبنت بالمشاركة مع الأمم المتحدة المغرب والجزائر وتونس والأردن وفلسطين ولبنان... بينما دول الأردن والمغرب واليمن فكانت من حصة ألمانيا التي أخذت على عاتقها الترويج للمساواة بين الجنسين، وقررت اليابان تحمل مسئولية تقوية دور المرأة في الأردن ومصر وفلسطين.
مسافر «وأميركا». أميركا ستقوم بتمويل مدارس حملات نسائية في شمال إفريقيا والهلال الخصيب والخليج. مسافر يرفع يده. القبطان «لا تقاطعني فالحمامات معطلة الآن». المسافر «لا أريد التواليت. السؤال يتعلق بالدول المقصودة بشمال إفريقيا والهلال الخصيب». القبطان الجواب ليس عندي واظن أنه استحدثت مصطلحات جديدة تجنبا لذكر العرب والمسلمين. فنحن الآن في طور جديد يتجاوز الاديان والقوميات. هذه مسألة أخرى سنتحدث عنها لاحقا. الآن اذهبوا إلى النوم. رافقتكم السلامة
إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"العدد 652 - الجمعة 18 يونيو 2004م الموافق 29 ربيع الثاني 1425هـ