هاهي تتكرر مشكلة انقطاع المياه عن المناطق في ارجاء مختلفة من الرفاع الى المحرق والشاخورة والمنطقة الغربية، وتتكرر شكاوى المواطنين في كل مرة عبر الصحافة راجية ان تجد جوابا شافيا. لكن للاسف فإن الاجهزة التي تعتمد عليها الدولة تتخفى كما تتخفى النعامة عن العاصفة، متجاهلة بذلك دورها المناط بها لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين في بلدنا الطيب.

ان من ابسط الامور التي من المفترض ان توفرها الدولة هي الجواب المقنع والحل السريع بدلا من المماطلة او اعطاء تصريحات مطمئنة وقتية. فهاهي مشكلة الشاخورة تنجلي على السطح، وهذه المرة ليس فقط بسبب شحة الماء ولكن بسبب عدم وجود المعدات المطلوبة لضخ المياه لكي يتدفق الى مستخدميه. وهنا مشكلة اخرى.

فالمعدات المطلوبة تشمل مضخات، وهذه المضخات تحتاج الى هندسة وشراء وتركيب، وهذا يحتاج الى شهور عدة. وهذا يعني ان اهل المنطقة المتضررة سيضلون من دون ماء متدفق طوال اشهر الصيف الحارة. هذا في الوقت الذي لايبدو ان اي من اجهزة الدولة تلتفت لهذا الامر، ما يعني اننا قد نذكر هذه المشكلة العام المقبل. كما نذكرها وذكرناها العام الماضي.

المشكلة اكبر ايضا. ماذا لو حدث لا سمح الله حريق في المنطقة، واحتاجت ادارة الدفاع المدني إلى استخدام المياه المخصصة لها في المناطق والتي يتم الحصول عليها من خلال فتح صنبور الماء المخصص لاطفاء الحريق؟ الماء لن يتدفق لأن المضخات ليست قادرة على القيام بدورها، ولايوجد احد من المسئولين من يخرج الى الناس ليقول لهم متى سيأمر يتغيير المضخات.

على المستوى اليومي: هل يعقل ان يظل المواطن بلا استحمام ولا ماء للوضوء الا باستخدام قناني المياه المعدة للشرب؟ ماذا يعمل المواطن خلال هذه الفترة الحارة جدا من السنة؟

هذا في الوقت الذي يتمتع فيه بعض المسئولين والمتنفذين بمياه متدفقة بمعدلات تكفي ما يستخدمه واحد منهم قرية بكاملها، فلديهم المياه النقية في المنازل والحدائق والمزارع وبرك السباحة التي لاينضب ماؤها طوال العام! كيف يهنأ هؤلاء بما لديهم، ومن ثم يقولون ان البلد تواجه شحة في الماء، ونكتشف ان الامر اكثر من ذلك ويتعلق بشحة في المعدات وشحة في الارادة لإصلاح الخدمات الأساسية للمواطنين